ما سبب تراجع حاسة الشم لدى المصابين بفيروس كورونا المستجد المسبب لمرض "كوفيد-19″؟ وهل للأمر علاقة بالدماغ؟

يعد تراجع حاسة الشم (dysosmia) أو فقدانها من الأعراض الشائعة لمرض "كوفيد-19″، ودرس باحثون من بلجيكا هذا العرض وارتباطاته بالدماغ والاستقلاب.


ووجد الباحثون أن بعض أجزاء الدماغ المسؤولة عن معالجة الروائح مثل البصيلات الشمية (olfactory bulbs) قد تأثرت لدى بعض مرضى كورونا، ويبدو أن العدوى تؤثر على كيفية استقلاب أجزاء من الدماغ للغلوكوز.

وأجرى الدراسة باحثون منهم ماكسيم نيسين من مستشفى "إيراسموس" بجامعة بروكسل الحرة في بلجيكا، ونشرت على موقع "ميدركايف" (medrxiv)، ولم تخضع للمراجعة من قبل الأقران بعد.

وشملت الدراسة 12 مريضا (ذكرين و10 إناث) متوسط أعمارهم 42.6 سنة، وتراوحت من 23 إلى 60 عاما، وكانوا يعانون تراجعا مفاجئا لحاسة الشم، وتم تشخيصهم بعدوى فيروس كورونا المستجد، واسمه العلمي فيروس "سارس-كوف-2" (SARS-CoV-2).

 

وتم إجراء تصوير بالرنين المغناطيسي (MRI)، والتصوير المقطعي البوزيتروني (positron emission tomography) للمشاركين.

ولاحظ الباحثون وجود اختلالات في استقلاب الغلوكوز في مناطق حاسة الشم الأساسية في الدماغ، وقالوا إن الاستنتاجات توضح أن الفقدان المفاجئ لحاسة الشم لدى مرضى "كوفيد-19" يرتبط بالتغيرات الأيضية الدماغية في المناطق القشرية الشمية وذات الرتبة العالية (core olfactory and high-order cortical areas).