لا يكفي التكليف حتى تهرع الناس للتخلص من دولاراتها؛ لأنه لم يتغير شيء حتى الآن على المستوى المحلي والاقليمي والدولي .
بل بالعكس تماما إن كل المؤشرات المحلية من الانقسام السياسي حول التمثيل الحكومي والمقاطعة من بعض الفرقاء السياسيين للحريري ؛والإقليمية من حيث علاقة لبنان المتشنجة مع بعض الدول الداعمة للبنان وعلى رأسها دول الخليج العربي التي تتعامل مع الحريري كما تتعامل مع الحزب ؛ والدولية من حيث انشغالها بقضاياها الداخلية بسبب تفشي كورونا ؛ مع اصرارها على شروط محددة لدعم لبنان ؛ هذا كله يدل على أننا بدأنا بالافلاس الحقيقي لأن تسمية الحريري تمّت بصفقة محلية داخلية على خلاف رغبة المجتمع الدولي الذي يريد مساعدة لبنان بشرط الإصلاح الحقيقي والجاد ؛ والحريري لا يملك صلاحيات داخلية للبتّ بكثير من الملفات العالقة بعنوان الفساد ؛ ويقلل من صلاحياته أيضا النسبة الهزيلة لتكليفه وكأنه نجح زحطا أو صدفة ؛ لذلك ينبغي الانتظار قليلا لمراقبة آلية التشكيل الوزاري التي تّظهر حقيقة المسار السياسي والاقتصادي والاجتماعي؛ ويبقى السؤال الاساسي كيف يمكن تشكيل حكومة خالية من الاحزاب ومن وزراء بدون غطاء ؛ وهل هذا يمكنهم من القدرة على الإصلاح الحقيقي والتغيير الحقيقي حيث يُعطى المجتمع الدولي نظرة تفاؤل وأمل حتى يبادر إلى فتح باب المساعدات التي تنقذ لبنان مما هو فيه من أزمة عميقة جدا ليس فقط على المستوى الاقتصادي ؛ بل ايضا على مستوى الإنقسام الاجتماعي والثقافي ؛ تبقى قضية السلاح خارج إطار الدولة ماذا قدم اصحابه للمجتمع الدولي حتى تتغاضى عنه مؤقتا .
لذلك وللأسف إن مشكلة لبنان معقدة وليس الحل سهلا كما يتصوره البعض وكما يصوره السياسيون للناس ...