أطل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون برسالة الى اللبنانيين يوم أمس تحدث خلال عن جملة التحديات التي تواجه لبنان على الصعيد السياسي والمالي والاقتصاد والإجتماعي وعلى صعيد الفساد المستشري في مؤسسات الدولة وما رافقه من نهب مال الدولة ومقدراتها.
استعرض الرئيس حال لبنان واللبنانيين في هذه المرحلة ليؤكد الواقع المرير الذي يعيشه اللبنانيون ويؤكد بالفم الملآن كل الشعارات والمطالب التي خرجت بها ثورة 17 تشرين التي تم قمعها واتهامها بالتخريب والتخوين والعمالة من جهة، والتي تم الإجهاز عليها بالتوقيف والاعتقال من قبل الأجهزة الامنية في عهد الرئيس من جهة ثانية.
إقرأ أيضا : 17 تشرين ليست مجرد ذكرى!
عام 2016 انتخب العماد ميشال عون رئيسا للجمهورية برنامج طالما نادى به الرئيس وعمل عليه تحت مسمى الاصلاح والتغيير ومنذ انتخابه وحتى اليوم برزت عوامل كثيرة أدت الى الانهيار الذي نشهده اليوم في الدولة ومؤسساته وعلى كل صعيد السياسي والمالي والاجتماعي والاقتصادي، واسباب هذا الانهيار كثيرة ويتحمل الرئيس بصفته مؤتمنا على الدستور والجمهورية المسؤولية كاملة لما لديه من صلاحيات من شأنها لجم الكثير من تلك الاسباب والمسببات التي اوصلت البلد الى هذه المرحلة الخطيرة.
وجه الرئيس جملة من الاسئلة الى اللبنانيين حول اسباب الانهيار وجميع هذه الاسئلة يطرحها يوميا كل لبناني حريص على وطنه وكل لبناني رأى ويرى ما يحصل حتى بدا الرئيس كمشاهد من بعيد يراقب المشهد اللبناني دون أي إجراءات تذكر فكانت هذه الأسئلة إدانة للرئيس نفسه بصفته يملك من الصلاحيات ما يمكّنه من طلب الإجابات عليها وما يمكّنه من وضع حد لما وصلنا إليه بعدما وصيا على عدد من الحكومات التي شكلت في عهده وبعدما كان شاهدا على عدد من القرارات والقوانين التي اخذتها هذه الحكومات في عهده وبعدما كان التيار الوطني الحر الذي يرأسه ويشرف عليه شريكا فعليا في هذه الحكومات وما قبلها في عهد ميشال سليمان.
إقرأ أيضا : 17 تشرين مجددا.. لبنان يستحق!!
لم يكن على رئيس الجمهورية الهروب من المسؤولية بل كان عليه مواجهة الحقائق وكان عليه تحمل المسؤولية وقول الأشياء بمسمياتها وتحديد المسؤوليات بل وتحديد المسؤولين عن الانهيار وأكثر من ذلك كان على رئيس الجمهورية أن يجيب بنفسه على كل الأسئلة التي طرحها ويصارح اللبنانيين بالحقائق دون اطلاق الألغاز وبث الشعارات بعيدا عن أرض الواقع، وكان عليه وبصفته مؤتمنا على الدستور والجمهورية أن لا يستسلم لإرادة الأحزاب ولا التيارات ولا الصهر ولا غيره من أي مكون أخذ البلد إلى ما نحن فيه من الإنهيار.
في الشق السياسي أراد رئيس الجمهورية أن يتحدث عن مكانة لبنان الدولية والإقليمية التي أصبحت اليوم شبه معدومة وذلك لما ذهب إليه الرئيس من تسليم لبنان سياسيا الى إرادة الأحزاب فكان المشهد السياسي وفق اجندة هذه الأحزاب وخياراتها السياسية بعيدا عن المصلحة الوطنية والقومية للبلد فنرى لبنان السياسي اليوم ضعيفا هزيلا أمام مشهد علاقاته مع بيئته العربية وأمام مشهد الحضور الدولي والاقليمي.
الاسئلة التي وجهها الرئيس تحتاج الى الاجابات من رأس الجمهورية الاجابات المنسجمة مع خطاب القسم الذي بات مجرد ديكور والمنسجمة مع الدستور الذي بات خارج الاهتمامات بشكل مطلق.
أراد الرئيس من هذه الرسالة أن يوجهها إلى الحريري ومن سيسميه قبل غيرهم من اللبنانيين ليؤكد مجددا وكما في السابق انحيازه الى خيارات الصهر والتيار والحاشية وليقول أن الحريري فاشل في السابق وسيكون فاشلا في المستقبل وهو يعلم ان الاستشارات التي ستسمي قائمة ولا يمكنه الغاؤها فاستبق التسمية بإعلان الفشل مجددا .
التركيبة الحالية كانت فاشلة وتثبت فشلها كل يوم ورسالة الرئيس هي فشل جديد يسجل للعهد ومن وراءه الفشل الاول والاخير هو بتسييب الدولة والجمهورية بأيدي الميليشيات السياسية والحزبية التي ما زالت تعيث فسادا في البلاد والعباد.
اليوم تبدأ الاستشارات النيابية الملزمة والتي سيخرج عنها تكليف للرئيس الحريري على ما يبدو فهل سيكون الرئيس على مستوى المسؤولية من جديد ويضع الاجابات على الاسئلة العارية التي ساقها للبنانيين يوم أمس.