اكتشف فريق من العلماء في الولايات المتحدة السبب الكامن وراء جذب دم الإنسان للبعوض، ما يمهد الطريق لعقار يمكن أن ينهي هذه المشكلة إلى الأبد.
وأظهرت الدراسة الجديدة أن مذاق دم الإنسان يشبه إلى حد ما طعم الكراميل المملح للبعوض الجائع.
ووصف الباحثون دماءنا بأنها "مالحة قليلا وحلوة قليلا"، وتمكنوا من تحديد الخلايا العصبية الفردية في البعوض التي تشعر بنكهتنا "المميزة واللذيذة".
ويتم تشغيل هذه الخلايا العصبية وإرسال نبضات كهربائية عندما تشرب البعوضة الدم بكميات كبيرة، ما ينقل معلومات حول مذاقنا.
ويزعم الفريق أن الدراسة الجديدة يمكن أن تساعد في تطوير عقاقير عن طريق الفم يمكن أن تحجب نكهة دمنا وتمنعنا من التعرض للعض.
وبينما يأكل ذكور البعوض رحيق الأزهار فقط، تأكل إناث البعوض رحيق الأزهار والدم، حيث تحتاج إلى البروتين في الدم لتطوير البيض.
ولذلك تحتاج إناث البعوض إلى التمييز بين الرحيق الحلو الذي تأكله في معظم وجباتها والدم الذي تتغذى عليه قبل وضع بيضها.
وتتمتع الإناث بحس ذوق تم ضبطه خصيصا لاكتشاف مزيج من أربعة مواد مختلفة على الأقل في الدم. ووفقا لفريق البحث فإن إناث البعوض يمكنها "تذوق أشياء لا يمكننا تذوقها''.
وقالت الدكتورة ليزلي بي فوشال من جامعة روكفلر في نيويورك: "لا يوجد شيء مثل هذا في التجربة الإنسانية".
ونعتقد أن طعم الدم في البعوض هو تجربة فريدة تماما، لا يمكن الوصول إليها أو مألوفة للبشر، مثل قدرة نحل العسل على رؤية الأشعة فوق البنفسجية والخفافيش لسماع الأصوات فوق الصوتية.
ولا يُعرف سوى القليل عن حاسة التذوق لدى الحشرة، على الرغم من كونها أساسية لنشر المرض بين البشر. ولدى البعوض خلايا عصبية في أدمغتها، تماما كما البشر.
وركز الفريق على الزاعجة المصرية، والتي تمثل تهديدا كبيرا لصحة الإنسان وتنقل العديد من الفيروسات المختلفة، بما في ذلك فيروس حمى الضنك.
وشك الباحثون في أن إناث بعوضة الزاعجة المصرية، على عكس الذكور، ستكون قادرة على التمييز بين المادتين، الرحيق والدم، حسب الذوق.
وقالت فيرونيكا جوفي من روكفلر التي قادت العمل في مختبر فوسهول: "إذا لم يكن البعوض قادرا على اكتشاف طعم الدم، فمن الناحية النظرية لا يمكنه نقل المرض".