تنطلق اليوم فعاليات إحياء ذكرى ثورة 17 تشرين في مختلف المناطق اللبنانية لا سيما في بيروت ساحة الشهداء التي تستعد منذ هذه اللحظة لاستقبال الثوار من مختلف المناطق.
تنطلق الثورة اليوم بشكل أكبر في الساحات في كل لبنان لتؤكد حضورها واستمراريتها وجهوزيتها الدائمة كحصن شعبي متقدم للدفاع عن لبنان الدولة والدستور عن لبنان المنهوب بعفل السياسات الاقتصادية المتراكمة منذ ثلاثين عاما وبعفل السلطة السياسية وأحزابها ومكوناتها التي تعيث خرابا وفسادا في البلاد والعباد.
إقرأ أيضا : 17 تشرين ليست مجرد ذكرى!
ما زال لبنان يستحق كل يوم ثورة جديدة وانتفاضة جديدة أمام إصرار السلطة وأحزابها على سياسات التحدي والإستفزاز السياسي والاقتصادي، وأمام سياسات الإنهيار القاتل.
ما زال لبنان يستحق وأكثر الثورة والإنتفاضة، الثورة المتسلحة بالوعي والقناعة الوطنية والإرادة الصلبة بالتغيير، ما زال لبنان يستحق أن يكون اللبنانيون جميعهم في الشارع دفاعا عن الوطن وثرواته وومقدراته ومؤسساته، ودفاعا عن الدستور والدولة في وجه سلطة الفساد والأحزاب واللامبالاة.
نجحت ثورة 17 تشرين العام الماضي وأرست معادلة جديدة في لبنان، هي معادلة قوة الشارع والساحات وقوة الشعب وكانت أمام إنجازات كبرى بدأت بسقوط حكومة سعد الحريري واتجهت نحو منظومة الفساد كثورة قادرة وكقوة تغيير حقيقية لكنها كانت أمام مواجهة حقيقية مع مافيات الفساد من جهة، ومع سلطة الأحزاب والسلاح من جهة ثانية ووضعت أمام خيارات التخوين والعمالة ووصفت بأبشع الاوصاف، كل ذلك حماية للفساد ومنظومته ومافياته لأهداف تتعلق بالخيارات السياسية هنا وهناك.
إقرأ أيضا : الحريري التحفة
كانت ثورة 17 تشرين تملك من العزم والإرادة ما يكفي لاستعادة الدولة ولبناء لبنان جديد فخرجت علينا الأحزاب بعدتها وعديدها لترفص التغيير بالتهديد والوعيد وليطل الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله بخطاب لحماية السلطة وتركيبتها التي ما زالت حتى اليوم وهي نفسها. هذه السلطة بأحزابها أمعنت بالمزيد من الخراب والإنهيار وقد دفع اللبنانيون وما زالوا أثمانا باهظة لمثل هذه المواقف من الثورة وقد وقع الجميع في الإنهيار.
وقف حزب الله على رأس الاحزاب الأخرى في السلطة في خط الدفاع الاول عن هذه السلطة نفسها وعن الفساد ومافيات النهب والسرقة، فبقي لبنان أمام مشهدية الإنهيار نحو الهاوية، وبالتوازي كانت المواقف السياسية نحو الخارج أكثر تحديا مع حكومة حسان دياب التي لم تقدم ولم تؤخر فأُخذ البلد كله إلى المصير المجهول وما زالت هذه السلطة تلعب لعبتها الدنيئة حتى اليوم .
لذلك ما زال لبنان اليوم بحاجة إلى أكثر من ثورة ومواجهة التحدي بالتحدي، تحدي الشارع والساحات، التحدي الواعي والمسؤول الذي ينطلق بدوافع وطنية وبرؤى وأهداف محددة من شأنها القدرة على التغيير ولو بالحد الأدنى وبالتأكيد فإن التجربة السابقة ل 17 تشرين يجب أن تكون حافزا جديدا ويجب أن تحمل من الإرادة والإصرار والمسؤولية ما يؤدي إلى استعادة الوطن والدولة .