ذكرت صحيفة "التايمز" البريطانية ان الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، أستأنف حملاته الانتخابية بعد تغيب عن الحملات؛ بسبب إصابته بفيروس كورونا، لكنه لا يواجه أسئلة حول حالته الصحية وتعافيه الكامل من الفيروس فقط، بل عن عافية حملته الانتخابية.
وأشارت الصحيفة في تقرير إلى أن ترامب وبعد خروجه قبل 5 أيام من المستشفى أخبر أنصاره يوم الأحد الماضي، في أثناء مكالمة هاتفية، أن نتيجة فحوصاته كانت سلبية، في حين قال أطباؤه إن الرئيس لم يعد يشكل خطرا ولا يعدّ ناقلا للعدوى.
وتشير استطلاعات الرأي الوطنية إلى تأخر ترامب عن منافسه الديمقراطي جوزيف بايدن بأرقام مزدوجة، ومع ذلك قررت حملته إلغاء كل الدعايات الانتخابية في كل الولايات الشمالية، وخفضت النفقات في ولايات تعدّ ساحات قتال في المعركة الانتخابية، حيث تريد الحفاظ على المصادر المالية؛ لكي تكون قادرة للدفاع عن وضعها في ولايات رئيسية في جنوب شرق وجنوب غرب البلاد.
ومقارنة مع تخفيض النفقات، وسع جوزيف بايدن من خريطته الانتخابية، واستثمر بقوة في الحملات الدعائية التلفزيونية، التي كانت بعيدة عن مدى تأثيره حتى وقت قريب، بما فيها تكساس وجورجيا وأوهايو وإيوا.
وقالت إن أمام ترامب 22 يوما لكي يعود إلى الساحة الانتخابية، ويتفوق على ما حققه قبل 4 أعوام، عندما شكك المعلقون بحظوظه بعد نشر شريط فيديو يعود إلى 2005، تباهى فيه ترامب بأنه انتهك أعراض نساء.
وفي بيان صدر ليلة الأحد عن البيت الأبيض، أعطى فيه طبيبه شون كونلي الرئيس شهادة الخروج من الحجز، واستئناف نشاطاته بعد عشرة أيام من إصابته وخمسة أيام على خروجه من مركز وولتر ميد الطبي.
وقال كونلي إن الرئيس، البالغ من العمر 74 عاما، لم يعد يشكل خطرا لنقل الفيروس، ولم ترتفع حرارته خلال الـ24 ساعة الماضية. ولم يقل الطبيب إن نتيجة فحص الرئيس كانت سلبية. لكنه قال ذلك لاحقا في بيان رسمي الثلاثاء، وألقى ترامب خطابا من شرفة البيت الأبيض أمام حشد من مؤيديه اجتمعوا جنبا إلى جنب في الحديقة، حيث زعم خطأ أن الفيروس "اختفى"، وأن أجندة منافسه "شيوعية".
وبدا صوته قويا أكثر من شريط الفيديو الذي سجله أثناء مرضه وأحاديثه الإذاعية الأخرى. ومن المتوقع أن يعقد ترامب تجمعات انتخابية في فلوريدا وبنسلفانيا ونيوهامبشير في الليالي الثلاث المقبلة، والتي ألغى فيها نفقات الإعلانات المخطط لها بـ17 مليون دولار.
وقطعت الحملة حملات انتخابية بـ11 مليون دولار كانت ستنفق على حملات دعائية في نيفادا وويسكسن وميتشغان، وتم تحويل 18 مليون دولار لفلوريدا وجورجيا ونورث كارولينا وأريزونا.
ومقارنة مع تخفيض النفقات على الحملات الإعلانية، أنفقت حملة بايدن 36 مليون دولار على فترات إعلانية في الشبكات الإذاعية والتلفزيونية، أي ضعف ما أنفقته حملة ترامب، وهو 18 مليون دولار. وقام بايدن، 77 عاما، والجماعات الديمقراطية بتخصيص 177 مليون دولار لحجز فترات إعلانية في المرحلة الأخيرة من الحملات الانتخابية، مقارنة مع 92 مليون خصصتها حملة ترامب، وذلك حسب كانتار/سي ماغ المتخصصة في تحليل الدعاية.
ويعتقد أن بايدن حصل على تبرعات قياسية في شهر أيلول ، وبنى على حصيلة 466 مليون دولار التي جمعها في آب ، مقارنة مع ترامب الذي جمع 325 مليون دولار.
وقللت حملة ترامب الانسحاب الإعلاني من أوهايو وإيوا وولايات وسط الغرب. وقال متحدث باسم الحملة: "الرئيس ترامب وحملته واثقون بشكل كبير من فرصهم في هذه الولايات، على خلاف بايدن. والإعلانات ليست الطريقة الوحيدة التي نعرفها لقيادة الحملات الانتخابية".
وأظهر استطلاع جديد أجرته "واشنطن بوست" وشبكة إي بي سي، أن بايدن متقدم على ترامب بـ12 نقطة، في وقت لم تتجاوز فيه شعبية ترامب 41%؛ بسبب تعامله مع فيروس كورونا.
واتهم أنطوني فاوتشي، أكبر خبير أميركي بالفيروس، ليلة الأحد، حملة ترامب بإساءة استخدام كلامه في دعاية نشرت الأسبوع الماضي، وتقترح موافقته على طريقة رد الرئيس على الوباء.
وقال: "خلال عملي الذي استمر خمسة عقود، لم أدعم أي مرشح سياسي". وجاء في الإعلان قوله: "لا أستطيع تخيل أي شخص يستطيع عمل المزيد"، وقال إنه كان يتحدث عن جهود المسؤولين في الصحة الفيدرالية.