كشفت دراسةأجرتها جامعة أريزونا بالولايات المتحدة الأميركية، إن الفيروس القاتل المسؤول عن التسبب في عدوى كورونا لدى البشر قد يؤثر في الواقع على خلايا معينة في الجسم، ويخفف الألم وهذا ما يجعل المرضى لا يشعرون
بأية أعراض. وقد يحمل البحث الأحدث دليلًا على سبب عدم ظهور أعراض أو علامات على أكثر من نصف مرضى كورونا، الذين يواصلون نشرالعدوى بأعداد كبيرة.
وبحسب الدكتور راجيش خانا، الأستاذ في كلية الطب، بجامعة أريزونا، فإن السبب في أن بعض المرضى لا يعانون من أعراض هو أن الفيروس قد يتسبب في تخفيف الألم، خاصة في المراحل المبكرة. نظرًا لأن هؤلاء المرضى قد
لا يواجهون أي تغيير في عناصرهم الحيوية، فقد يمارسون روتينهم المعتاد، وبالتالي ينقلون العدوى إلى الآخرين عن غير قصد. وتجدر الإشارة أيضًا إلى أن الأيام الأولى للإصابة بالعدوى تعتبر الأكثر عدوى.
وتشير الأرقام الصادرة عن مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC، الولايات المتحدة الأمريكية) أيضًا إلى أن نسبة كبيرة من مخاطر الانتقال (تصل إلى 40٪) تحدث في الأيام الأولى قبل ظهور الأعراض.
لماذا لا يشعر الجسم بأي ألم؟
بحسب العلماء، فإن أحد الأسباب وراء عدم ظهور الأعراض، أو عدم الشعور بالألم قد يكون الطريقة التي قد يتفاعل بها بروتين فيروس كورونا مع خلايا مستقبلات الألم في الجسم، وبالتالي إسكاتها. ومن ثم، فإن إحدى طرق معالجة ذلك
هي تحييد بروتين سبايك للفيروس.
الطريقة التي يهاجم بها فيروس كورونا أجسامنا هي عن طريق ربط نفسه بمستقبلات ACE-2. ومع ذلك، في الآونة الأخيرة، تمكن العلماء من اكتشاف أن هناك طريقة أخرى يدخل بها الفيروس، بمساعدة خلية مستقبلة تدعى
النيوروبيلين -1. ومن المثير للاهتمام، أن البروتينات والمسارات المرتبطة بهذه الخلية تشارك في معالجة الألم وتسكينه. عندما يرتبط الفيروس المسبب لكورونا بهذه الخلية، فإنه يحد من وظيفة عامل النمو البطاني الوعائي، الذي يشارك
في الوظيفة العصبية وتقبّل الألم، مما يجعل الأشخاص لا يعانون من أي أعراض.
وأجرى العلماء أيضًا تجارب على القوارض، والتي دعمت نفس النظرية. وفقًا للدكتور خانا، أحد الباحثين الرئيسيين المشاركين في الدراسة، قام بروتين سبايك بعكس إشارات الألم بشكل كامل، وفق ما نقلت صحيفة تايمز أوف إنديا
أونلاين.