إنّي أرفض عودة الحريري إلى رئاسة الحكومة، فالحريري كان وما يزال جزءًا من الأنظومة إيّاها التي أوصلت البلد إلى الخراب،
إنّي أرفض عودة الحريري إلى رئاسة الحكومة بعد سنةٍ من عمر انتفاضة الشّعب اللبناني وكأنّ شيئًا لم يكن مع أنّ الانهيار الذي كان الحريري يغطّيه برئاسته للحكومة بان وانكشف بوجهه القاسي والقذر،
إنّي أرفض عودة الحريري إلى رئاسة الحكومة لأنّه سبق للرّجل وقدّم أفضل ما لديه فوصلنا إلى الخراب. ولم تُسعفْه سلسلة تنازلاته المتكرِّرة والمتوالية إلى "شركائه-خصومه" السياسيّين الذين كَبُرَت الخسّة في رؤوسهم بسبب هذه
التّنازلات،
إنّي أرفض عودة الحريري إلى رئاسة الحكومة لأنّها ببساطةٍ تعني عودة الأنظومة إيّاها مهما تزيّنت عودته بوعود الإصلاح المدعومة فرنسيًّا،
إنّي أرفض عودة الحريري إلى رئاسة الحكومة لأنّها تشكِّل هزيمةً نكراء لثورة الشّعب اللبناني الذي ثار على الفساد فإذا به يُصدم بحجم الفساد وعمقه وخبثه،
إنّي أرفض عودة الحريري إلى رئاسة الحكومة وإنْ كان الأكثر تمثيلًا في طائفته كما أرفض بقاء كلّ المرجعيّات الطائفيّة التي حكمت لبنان لثلاثة عقود في سدّة الحكم،
إنّي أرفض عودة الحريري إلى رئاسة الحكومة لأنّه بعد سنةٍ من الثورة وسرقة مدّخرات المواطنين لم تُحدّد المسؤوليّات ولم يُزج بأحدٍ في السّجون كما لم يُسترجع قرشٌ واحدٌ. فلْتحكمْ الأكثريّة "الظافرة" على الدوام ولْتُرِنا ما لديها من
رؤيةٍ وتوجّهات،
إنّي أرفض عودة الحريري إلى رئاسة الحكومة لأنّ عودته تمثِّل استخفافًا شديدًا بالعقل اللبناني السياسي. فاللبناني لم يثرْ لتكريس هزائمه وخسائره وليعيد الأشخاص المسؤولين إيّاهم إلى سدّة المسؤوليّة. فلا يمكن لمَنْ حكم ثلاثة عقودٍ
وتسبّب بانهيار البلد وانحلاله أن يُسمح له بمعاودة الكرّة من جديد،
إنّي أرفض عودة الحريري إلى رئاسة الحكومة لأنّه يختصر في شخصه كلّ رموز السلطة التي ثار عليها الشّعب اللبناني،
إنّي أرفض عودة الحريري إلى رئاسة الحكومة وأرفض أيضًا المبادرة الفرنسيّة إذا كانت تعني عودة الأنظومة إيّاها إلى الحكم وبقائها،
إنّي أرفض عودة...
اللهمّ اشهد أنّي بلَّغت وأنّه كان هناك مَنْ رفض هذا اللغو السياسي المقيت.