منذ أداء الشيخ نواف الأحمد الصباح (83 عاما)، اليمين الدستورية أمام مجلس الأمة، الأربعاء، ليصبح بذلك أميرا للكويت، والتساؤلات تدور حول هوية ولي العهد الجديد للإمارة الخليجية.
وينص الدستور الكويتي على ترشيح أمير الدولة لاسم ولي العهد، على أن يقبله البرلمان أو يرفضه، لكن لم يسبق لمجلس الأمة رفض أي مرشح لولاية العهد.'
ونادى مجلس الوزراء الكويتي، نواف الأحمد الصباح، أميرا للبلاد عقب وفاة شقيقه الشيخ صباح الأحمد الصباح (91 عاما) في الولايات المتحدة الأميركية، بعد متاعب صحية.
وشُيع الأمير الراحل، الأربعاء، في جنازة اقتصرت على الأقارب، وهي سابقة تحدث للمرة الأولى في الكويت، على خلفية تداعيات فيروس كورونا المستجد.
وتدور التكهنات حول عدد من الأسماء التي من الممكن ان تحظى بثقة الأمير الجديد ليكون وليا للعهد، إذ يعطي الدستور الأمير الصلاحية في الاختيار لمدة تصل لسنة كاملة منذ توليه مقاليد الحكم.
كان الأمير الراحل، استغرق نحو أسبوع لتعيين شقيقه الشيخ نواف الأحمد وليا للعهد في عام 2006، بعد صعوده للعرش خلفا للشيخ سعد العبدالله السالم الذي استعبد من السلطة لأسباب صحية بعد أيام من توليه الحكم.
الشقيق مشعل
يبرز اسم الشيخ مشعل الأحمد الصباح الأخ غير الشقيق للأمير الجديد، لتولي مهام ولاية العهد، حيث يشغل منصب نائب رئيس الحرس الوطني بدرجة وزير منذ 17 عاما.
مشعل الأحمد هو الابن السابع للشيخ أحمد الجابر المبارك الصباح الذي حكم الكويت في الفترة ما بين 1921 وحتى 1951، والأخ غير الشقيق للشيخ جابر الذي حكم الكويت 28 عاما.
ويعتبر مشعل الأحمد (80 عاما) الذي يتصف بشخصيته صارمة، الأوفر حظا على قائمة المرشحين لنيل ولاية العهد، رغم انه كان بعيداً عن الأوساط السياسية في البلاد.
وكان مشعل الأحمد مرافقا دائما مع الأمير الراحل خلال رحلته العلاجية الأخيرة في الولايات المتحدة الأميركية.
محمد السالم
لن يبتعد اسم الشيخ محمد صباح السالم الصباح من دائرة الترشيحات لنيل منصب ولاية العهد في الكويت، خاصة وأنه مرشح فرع "السوالم" الأبرز.
محمد السالم هو الابن الرابع للشيخ صباح السالم الصباح أمير دولة الكويت الثاني عشر، والذي حكم البلاد في الفترة ما بين 1965 حتى عام 1977.
كانت الإمارة في الدولة الخليجية التي تحكمها عائلة آل صباح، قائمة على مبدأ المداورة بين فرعي الأحمد والسالم خلال الحقبة الماضية، لكن الأمير الراحل خرج عن هذا العرف بتعيين الشيخ نواف الأحمد وليا للعهد.
ويأمل "السوالم" إعادة أنفسهم في بيت الحكم الكويتي من خلال مرشحهم البارز الشيخ محمد صباح السالم الذي يكمل عامه الـ 65 خلال أيام، إلا أن حظوظه رغم ارتفاعها، تبقى أقل من حظوظ الشيخ مشعل.
يؤكد مصدر كويتي مطلع لموقع "الحرة"، فضل عدم الكشف عن هويته، أن الشيخ محمد السالم يحظى بقبول من العاهل السعودي، سلمان بن عبدالعزيز، حيث تعود علاقتهما منذ أن كان الملك السعودي أميرا لمنطقة الرياض.
لكن المصدر، استبعد تدخل السعودية للضغط بتعيين محمد السالم وليا للعهد في الكويت.
وشغل محمد صباح السالم منصب نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية، قبل أن يقدم استقالته من المنصبين عام 2011.
ناصر الصباح
رغم أن حظوظه أقل من المرشحين الأولين، إلا أن الشيخ ناصر الصباح نجل الأمير الراحل، مرشح لولاية العهد أيضا.
ناصر الصباح (72 عاما) الابن الأكبر للشيخ صباح الذي حكم الكويت منذ 2006 وحتى عام 2020، يشغل منصب النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزيرا للدفاع.
لكن الظروف الصحية التي يعاني منها الشيخ ناصر الصباح، ربما تجعل حظوظه في المنصب أقل نسبيا، إذ يعاني من ورم في الرئة تم استئصاله بجراحة ناجحة في ألمانيا قبل عامين.
كان الشيخ ناصر الصباح تسلم تكريما رفيعا من الرئيس الأميركي دونالد ترامب نيابة عن والده المريض، إذ منح ترامب وسام الاستحقاق العسكري بدرجة القائد العام، لأمير الكويت السابق، لدوره في حل النزاعات وتجاوز الانقسامات في الشرق الأوسط.
مرشحون أقل حظا
وتدور في الأوساط الكويتية أسماء مرشحين أخرين، لكن تبقى حظوظهم ضعيفة لنيل المنصب الذي يؤهل شاغله للصعود على العرش.
ومن ضمن هذه الأسماء رئيس الوزراء الأسبق الشيخ ناصر المحمد الصباح، الذي ابتعد كثيرا عن الوسط السياسي منذ 9 أعوام بعد استقالته من منصبه بعد مواجهة معارضة متزايدة في الداخل.
ناصر المحمد (79 عاما) هو الابن الثاني للشيخ محمد الأحمد الجابر الصباح، وابن أخ الأمير الحالي.
كذلك، يطمح الشيخ أحمد الفهد الصباح، الرجل صاحب النفوذ الكبير رياضيا، إلى الوصول للسلطة في الكويت.
تقلد الفهد (57 عاما) مناصب سياسية ورياضية عديدة داخل البلاد منها نائب رئيس مجلس الوزراء للشؤون الاقتصادية، ووزير الدولة لشؤون الإسكان ووزير الدولة لشؤون التنمية، ووزير الإعلام، ووزير الطاقة، ورئيس اتحاد كرة القدم، ورئيس اللجنة الأولمبية الدولية، فيما يتبوأ حاليا منصب رئيس المجلس الأولمبي الآسيوي ورئيس اتحاد اللجان الأولمبية الوطنية "انوك".
ابتعد الفهد عن الكويت في السنوات الماضية بسبب خلافات مع الأمير الراحل، وفقا لمصدر كويتي.
وتظل الخيارات متاحة أمام أمير الكويت الجديد، الذي لم يحسم بعد أمر خلافته.