أربع وعشرون ساعة حافلة بالاتصالات والمشاورات الجدية، كانت كفيلة بالإطاحة بعقد من سكرة المجد والتفرد التي أراد حزب الله أن يرسيها في السياسة الداخلية اللبنانية مستمدا إياها من قوته العسكرية ونجاحه كحركة مقاومة، أربع وعشرون ساعة انقلبت فيها الأمور رأسا على عقب وتحول النائب ميشال عون من محتفيا بفوزه بالقانون الارثوذكسي الى من يبحث عن فتح أبواب العزاء، لا شك أن عودة قوى الرابع عشر من آذار الى لحمتها والاتفاق على القانون المختلط، أفقد قوى الثامن من آذار أعصابها وأعاد اليهم والى جمهورهم بعضا من المعنويات التي افتقدها بعد هزائم متتالية، انتقلت قوى الرابع عشر من آذار من الدفاع الى الهجوم في وقت يدافع فيه حزب الله عن النظام السوري وليس لديه متسع من الوقت الى الانهماك في الساحة الداخلية، وغير مهتم بالتفاصيل السياسية، بقي النائب عون وحيدا، يبكي على كل ما فاته من نشوة الانتصارات ويستشرف مستقبلا فيه المزيد من الانحدار على المستويات كافة.
الانتصار السياسي الذي حقق بالإطاحة بما يسمى القانون الارثوذكسي من المفترض أن ينسحب على عملية تشكيل الحكومة، والتي ترجح المعلومات عن إمكانية ولادتها في الاسبوع المقبل وتتألف من 24 وزيرا وفق رؤية الرئيس المكلف. يبقى أن بعض القوى التي تتخوف من قيام حزب الله بغزوة عسكرية أو ما شابه لإعادة تغيير المعادلة السياسية وعرقلة تشكيل الحكومة، فأقل ما يقال في هذا الكلام انه تهويل ليس أكثر، فالحزب منخرط في سورية حتى أذنيه وعلى الاكثرية النيابية والسياسية أن تشكل الحكومة التي تراها مناسبة استلهاما من كلام سابق للامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بعيد تشكيل حكومة الرئيس المستقيل نجيب ميقاتي.
اليوم أصبح التمديد حتميا، وذلك وفق صفقة قوامها التمديد لمجلس النواب لسنتين سواء دفعة واحدة أو على مراحل مقابل تشكيل حكومة ٨٨٨، وذلك سيفقد النائب ميشال عون أعصابه... فتسقط زجاجة الشامبانيا من يده وتنكسر بعدما انكسر كأس نشوة كان يحتسيه.