بعد أن ضرب موريتانيا، تسود في المغرب مخاوف حقيقية، خصوصاً بين مربي الماشية، من انتقال عدوى حمى الوادي المتصدع التي يسببها فيروس حيواني المنشأ في المقام الأول، لكن يمكنه أيضا أن ينتقل إلى البشر.
ويمكن للعدوى أن تسبب مرضا لكل من الحيوانات والبشر، إلا أنه لم يتم حتى الآن الإبلاغ عن انتقال العدوى من إنسان إلى آخر.
وكانت وزارة الصحة ووزارة التنمية الريفية في موريتانيا أعلنتا في بيان مشترك وفاة 3 أشخاص بالبلاد، من جراء إصابتهم بحمى الوادي المتصدع.
وقالت الوزارتان إنه "في الرابع عشر من أيلول الجاري تم إبلاغ مركز الاستطباب الوطني بحالة من حمى وادي الرفت (حمى الوادي المتصدع) قادمة من ولاية لعصابة وسط البلاد، ليتم لاحقا حسب ذات المصدر تسجيل 4 حالات مؤكدة في ولاية تكانت شرق العاصمة نواكشوط. وبذلك يرتفع عدد الحالات إلى 5، توفي 3 منها".
البلاغ تحدث أيضا عن التأكد من عدة إصابات بقطعان المواشي في بعض المواقع في كل من لعصابة وتكانت والحوض الغربي ولبراكنة وواترارزة (وسط و جنوب غرب العاصمة)، كما ظهرت حالات من داء الباستريلا الذي يصيب الإبل على شكل نزيف لكنه لا ينتقل إلى الإنسان، كما هو الحال لحمى الوادي المتصدع.
وكانت تقارير مدنية وشهادات أطباء قد تحدثت الأحد الماضي عن ظهور حالات لحمى الوادي المتصدع في 4 ولايات موريتانية، مع تأكيد إصابة شخصين على الأقل من رعاة الإبل قادمين من منطقة ريفية نائية بولاية تكانت.
وتنجم الغالبية العظمى من العدوى التي تصيب البشر حسب ذات المصدر، من التماس المباشر أو غير المباشر مع دم أو أعضاء الحيوانات المصابة.
ويمكن للفيروس أن ينتقل إلى البشر عن طريق لمس أنسجة الحيوانات أثناء الذبح أو التقطيع، أو أثناء المساعدة في ولادة الحيوانات أو أثناء القيام بإجراءات بيطرية، أو نتيجة التخلص من جثث الحيوانات أو أجنتها، لذلك تعتبر بعض الفئات، مثل المربين والمزارعين والعاملين في المجازر والأطباء البيطريين، شديدة التعرض لمخاطر العدوى.
كما يمكن أن تنتقل العدوى من الحيوانات إلى البشر أيضا من لدغات بعض أجناس الحشرات المصاصة للدماء.
وتتراوح مدة حضانة فيروس حمى الوادي المتصدع (الفتـرة من العدوى وحتى بداية ظهور الأعراض) من يومين إلى 6، وتشتمل أعراض العدوى غير المصاحبة بمضاعفات على الحمى والصداع والضعف العام والدوار وفقدان الوزن والألم العضلي وآلام الظهر والرقبة.
وقالت الطبيبة زينب لعديسي لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن إمكانية انتقال العدوى من موريتانيا إلى المغرب ممكنة جدا في النقاط الحدودية بين البلدين.
وأضافت: "يمكن للعدوى أن تسبب مرضا وخيما لكل من الحيوانات والبشر، ويؤدي المرض إلى خسائر اقتصادية فادحة بسبب الوفيات وحالات الإجهاض التي تحدث بين الحيوانات التي تصاب بالحمى في المزارع".
وحسب الطبيبة، فقد تم تحديد الفيروس لأول مرة عام 1931 أثناء تحري وباء انتشر بين الأغنام في إحدى المزارع في منطقة تعرف باسم "الوادي المتصدع" في كينيا.