قدم الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله العزاء للكويت حكومة وشعبا برحيل امير الكويت صباح الاحمد الصباح، لافتا الى ان لبنان لا ينسى دوره الشخصي بإنهاء حرب لبنان، ودوره في التصدي لعدوان تموز واعادة اعمار لبنان، كما لا ننسى موقف الكويت الشريف تجاه القدس وفلسطين.
واوضح نصرالله في كلمة متلفزة، بان يجب التوقف ملياً أمام ما حصل في الأسابيع القليلة الماضية في بلدة كفتون، وسقوط شهداء للجيش في مواجهات في الشمال، وهنا علينا كلبنانيين ان نقدر الجهود والتضحيات ونتوجه لقيادة الجيش وعائلات الجيش بالتعزية، ونحن نقدر الموقف الشعبي في الشمال والتفاف الناس حول الجيش والقوى الأمنية. وذكر بان المجموعات التي عثر عليها في الشمال لم تكن تتحضر لعمليات صغيرة إنما لعمل عسكري كبير ودليل ذلك ما عثر عليه الجيش معها. اضاف "لقد حذرنا سابقاً من محاولات احياء داعش من جديد في العراق وسوريا ومن الطبيعي أن تبدأ التحضير في لبنان لتبرير بقاء القوات الأميركية في المنطقة"، وذكر بأن "واشنطن تحاول تبرير بقائها في المنطقة تحت عنوان التحالف الدولي لقتال داعش الذي تريد إحيائها في المنطقة".
ولفت السيد نصرالله الى انه على الحدود الجنوبية مع فلسطين المحتلة لا يزال الجيش الاسرائيلي بحالة استنفار وهذا امر جيد، لافتا الى ان هذه اطول مدة زمنية لاستنفار الجيش الاسرائيلي منذ العام 1948 ولا يجرؤ جنوده على الحركة، ونحن ننتظر ونرى ما سيحصل في الايام والاسابيع المقبلة.
ولفت السيد نصرالله ردا على خطاب رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو امام الهيئة العامة للامم المتحدة، الى ان نتنياهو يحاول تحريض الشعب اللبناني على حزب الله ويتحدث عن مكان بين بيروت والضاحية ويدعي اننا نخزن فيه صواريخ، وكشف بانه سيتم دعوة وسائل الاعلام عند الساعة العاشرة الليلة للدخول الى المكان الذي تحدث عنه نتنياهو ليتم فضحه على الاعلام. اضاف "نحن لا نضع صواريخ لا في مرفأ بيروت ولا قرب محطة غاز ونعلم جيداً أين يجب أن نضع صواريخنا".
واوضح بانه بعد انفجار المرفأ واستقالة حكومة حسان دياب واطلاق المبادرة الفرنسية، جميعنا دعمناها وأول بنودها تكليف رئيس حكومة، وتشكل نادي رؤساء الحكومات السابقين الأربعة ولا مشكلة لدينا وقدموا 3 أسماء مع ترجيح مصطفى اديب. وذكر بانه لنسهل العملية وبعدما سألنا عن مصطفى أديب، وافقنا عليه من دون شروط مسبقة، وبعد التكليف، طلب من أديب ان ينتظر وهناك من سيفاوض، ولم تتم نقاشات ولا أخذ آراء ما أجبر رئيس الجمهورية على دعوة الكتل للتحاور. ولفت الى ان الأداء دل وكأن المطلوب كان ان تُنجز الحكومة ويتم التوجه الى الرئيس ميشال عون بمنطق هذه الحكومة إما ان توقع او لا، وكأن الهدف ان اهم صلاحية لرئيس الجمهورية بعد اتفاق الطائف وهي المشاركة في التشكيل انتهت. واعتبر بان الفرنسيين كانوا يغطون عملية لشطب أهم صلاحيات رئيس الجمهورية اللبنانية بعد الطائف وهي المشاركة بتشكيل الحكومة.
وذكر نصرالله بانه تم التفاوض معنا لأنه بطبيعة الحال لا يمكن تجاوز الثنائي حزب الله وحركة أمل، ومن كان يفاوضنا لم يكن الرئيس المكلف إنما رئيس الحكومة السابق سعد الحريري. ولفت الى ان نادي رؤساء الحكومات كان يريد أن يوزع الحقائب ويسمي الوزراء وحده، ونحن كنا سناخذ علم فقط بتسمية الوزراء وطريقة التوزيع على الطوائف، ونحن رفضنا طريقة التعامل من خلال تسمية كل الوزراء دون أخذ رأي الكتل النيابية ورفضنا ما طرح علينا لأنه خطر على البلد وغير قابل للنقاش. واشار الى ان الكتل النيابية أبدت امام الرئيس عون عدم موافقتها على 14 وزيرا، ومن الخطر ان يسمي فريق واحد كل الوزراء في البلد.
ولفت نصرالله الى انه منذ الطائف رئيس الحكومة لا يتدخل بالاسماء، إنما يوزع والكتل تسمي، ونحن اتجهنا نحو تعزيز لصلاحياته لا اضعافها بإدخاله في التسميات وحقه بوضع فيتو على بعضها ولكن ان يسمي هو كل الوزراء امر غير منطقي، وانا لا أريد الدخول في نقاش دستوري، ولكن هذه الأعراف لم تكن موجودة، لماذا تريدون اليوم الغاء الكتل النيابية؟ وذكر بانه قلنا أنه يمكن لرئيس الحكومة أن يناقش في أسماء الوزراء وأن يرفض وهذا يزيد من صلاحيات رئيس الحكومة و منذ عام 2005 حتى اليوم العرف القائم هو الاتفاق بين رئيس الحكومة والكتل النيابية على الحقائب، والتسمية للوزراء تكون عند الكتل.
وتابع "أريد فرض أعراف جديدة علينا تخالف الدستور لصالح أطراف لا تمثل أكثرية في المجلس النيابي، وحين سألنا عما إذا كانت المبادرة الفرنسية تتضمن ما طرحه نادي الرؤساء السابقين قيل لنا إنها ليست كذلك". واشار الى انه "بالتواصل بيننا والرئيس المكلف، كان واضحاً واكد الا هدف عنده لحكومة مواجهة واعتذر". اضاف "بعد الاعتذار تركز الهجوم على الثنائي الشيعي والرئيس عون".
وكشف نصرالله بان المعروض خلال الشهر الماضي لم يكن حكومة انقاذ بل كان تسليم البلد من الجميع بلا نقاش لنادي رؤساء الحكومات السابقين الأربعة وإلا عقوبات وضغط فرنسي، وأهم شيء في هذا العرض كان قبول الثنائي الشيعي أو عدمه، ولم يحاوروا أحداً سوانا لأنهم اعتبروا إن وافقنا احداً لن يقف ضد المطروح، والمعروض حكومة من تسمية نادي رؤساء الحكومات السابقين أي فريق لبناني واحد، وجزء من الاقلية النيابية وجزء من الطائفة السنية لان هناك نواب سنة اخرون.
وردا على بعض الاصدقاء، قال نصرالله: "حزب الله يجب ان يشارك بالحكومة لحماية ظهر المقاومة كي لا تتكرر حكومة 5 ايار 2008، كما ان حزب الله يريد المشاركة بالحكومة خوفا على ما تبقى من لبنان، لان هناك من يريد تسليم لبنان لصندوق النقد الدولي"، وتابع قائلا "لسنا خائفين على حزب الله إنما على الشعب اللبناني، نحن نخاف على بلدنا وشعبنا، ونخاف على أموال المودعين، ونخاف من شروط صندوق النقد الدولي"، وسأل "ألا يحق لنا الخوف من حكومة قد تبيع أملاك الدولة تحت الضغط المالي وتلجأ للخصخصة والضرائب لسد العجز؟".
وتوجه نصر الله للرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون قائلا: أبحث عن الطرف الذي كان يريد أن يسيطر على البلد والغاء القوى السياسية بغطاء منكم. وسأل "بما قصر الرئيس عون ليحمله ماكرون المسؤولية؟ ماذا فعل الرجل؟". ولفت الى ان رئيس كتلة الوفاء للمقاومة محمد رعد قال لماكرون أننا نوافق على 90% من الورقة الفرنسية وهنا نسأل ما هو الذي اتفقنا عليه ولم نحترمه؟ نحن معروفون كيف أننا نلتزم بوعودنا ونفي بها ونضحي لكي نلتزم بها.
وتابع نصرالله مخاطباً ماكرون: "نحن اخترنا الديمقراطية، وما تطلبه منا يتنافي مع الديمقراطية فإذا لم تكن الديمقراطية هي نتائج الانتخابات التي افرزت الاكثرية فما هي الديمقراطية تسليم الرقاب للأقلية، وسأل نصرالله "هل الديمقراطية ان تسلم الاكثرية البلد لجزء من الاقلية النيابية؟". اضاف "ذهبنا الى سوريا لقتال الجماعات التي تقول عنها فرنسا ارهابية، وفي سوريا ندافع عن وطننا ونمنع الإرهاب من الوصول اليه ونحن لم نأخذ مالاً من الدولة، مالنا معروف المصدر". اضاف "نرفض الاستقواء خلال الشهر الماضي وتجاوز الوقائع، ولا يجب ان يستمر الوضع على ما هو عليه وإلا لا نتائج، وأدعو لإعادة النظر بالطريقة والتحليل والأداء، لا للمس بالكرامة الوطنية".
اضاف نصرالله "رحبنا بماكرون ومبادرته كصديق يحب لبنان، لم نرحب به وصياً أو ولياً أو قاضياً أو حاكماً على لبنان، ونحن ما زلنا نرحب بالمبادرة الفرنسية ولكن الطريقة السابقة التي جرت في الشهر الماضي لا يمكن الإكمال فيها". وتابع قائلا "نحن منفتحون لأجل مصلحة بلدنا".