ينتظر اللبنانيون اليوم خطاب السيد حسن نصرالله أمين عام حزب الله، والذي سيكون مُوجّهاً للرّد على ما ساقَهُ الرئيس الفرنسي ماكرون من تُهمٍ واضحة لحزب الله بعرقلة مهمة تأليف الحكومة الجديدة، والتي باءت بالفشل للأسف الشديد،
وكما بات معلوماً للقاصي والداني، فإنّ السيد حسن نصر الله يُتقن جيّداً عرض " مظلوميّته" الدائمة، لينتقل بعدها لدحض وردّ كلّ ما يُنسب لحزب الله من اتّهاماتٍ ومثالب، ومن ثمّ يستفيض في استحضار كلّ ما يمكنه أن يُبرّئ ساحة
الحزب من الأزمات الخانقة التي تحيط بالبلد، وينتهي بالهجوم المعتاد والمُضاد لخصومه والمناوئين له، لذا لن يجني اللبنانيون اليوم منه سوى المزيد من الخيبات والحسرات، وضياع الوقت الثمين، فالسّيد كما بات معروفاً لا يستطيع أن
يخرج قيد أنملة عن استراتيجية الجمهورية الإسلامية الإيرانية ومصالحها، والذريعة الجاهزة هي حماية المقاومة وسلاحها، "لدرء" مخاطر الأمبريالية الأميركية مع العدو الصهيوني، أمّا الأزمات الاقتصادية والمالية والسياسية والمعيشية
والحياتية التي تعانيها البلاد هذه الأيام، مُضافاً إليها بالطبع وطأة وباء الكورونا، فهي ستكون بعيدة كل البعد عن اهتمامات السيد حسن نصر الله وانشغالاته، فهو كما درجت العادة سيغسلُ يديه من مساوئها وقاذوراتها، وسيرميها على بعض
المسؤولين " مجهولي الهوية"، الذين لا يتصدّون كما يجب لمعالجتها، أمّا عندما يحاول بعض المتطوعين بمسؤولية وجرأة كما فعل الرئيس الفرنسي مؤخّراً، إيجاد الحلول المناسبة لهذه الأزمة المتمادية، فإنّ الردّ الجاهز هو تقديم مصالح
إيران والمحافظة عليها هو الأولى بالرعاية والإحاطة.
إقرأ أيضا : ماكرون والجندي السنغالي: MOi-civilisey-vous.أنا أُحضّركم.
قولُنا اليوم للسيد نصرالله هو ما كان قد قاله الأحنف بن قيس للخليفة معاوية بن أبي سفيان، حين شاورهُ في استخلاف إبنه يزيد، فسكتَ عنهُ، فقال معاوية: ما لك لا تقول؟ فقال: إن صدَقناكَ أسخطناك، وإن كذَبناكَ أسخطنا الله، فسُخطُ أمير المؤمنين أهونُ علينا من سخط الله، فقال له: صدقتَ.