من السلة الغذائية إلى البطاقة التموينية إلى البيض المدعوم، عناوين السياسات الاقتصادية التي تعتمدها السلطة الحاكمة للمزيد من إذلال اللبنانيين أمام الحديث عن كارثة رفع الدعم عن الدواء والمحروقات والقمح والسلع الأساسية فأي مستقبل ينتظر اللبنانيين؟
لسنا بصدد تحليل ما يحصل وما يمكن أن يحصل لكن الوُجهة أصبحت واضحة والطريق أصبح سالكا، إلى جهنم سرّ.
الرئيس على حق "رايحين ع جهنم# والدولة بسلطتيها التشريعية والتنفيذية وبكامل أحزابها وتياراتها تعدّ العدة للذهاب إلى جهنم وقد فتحت الطريق واسعا إلى بئس المصير.
إقرأ أيضا : الشيعية السياسية وخيارات الإنتحار
رئيس الجمهورية صدق القول بكلمته رايحين ع جهنم لأننا أصبحنا بلا دولة والدولة أصبحت بلا رجال والاحزاب والقوى والتيارات لم تعد سوى دمى متحركة في لعبة الامم ورهينة الخيارات والسياسة والاملاءات الخارجية، أما الشعب فيندب ويلطم ويضحك على التواصل الاجتماعي من التهكم إلى التنمر من جهة ويقف خانعا ذليلا أمام حزبه وزعيمه وطائفيته من جهة ثانية فلا ولاء ولا إنتماء لما يسمى بالدولة أوالوطن.
لم يعد الفساد ومحاسبة الفاسدين واستعادة الاموال المنهوبة في سلم الاولويات بعدما كانت سببا رئيسيا لما وصلنا اليه من الانهيار المخزي، وبعدما كانت شعارا رئيسيا لدى الثورة، كما لم تعد الاصلاحات المطلوبة في عناوين الاهتمامات اليومية بعدما تم إفراغ كل هذه العناوين من محتواها وذهب الجميع إلى لغة الطائفية والمذهبية، وقد نجحت هذه اللغة في إجهاض أي محاولات للانقاذ بما فيها المبادرة الفرنسية، وساهم رؤساء الطوائف قبل هذه الازمة وخلالها وبعدها وما زالوا في إذكاء ثقافة الطائفية وذلك هو السبب الأساس في هذا الانهيار، وذلك هو بداية الطريق الى جهنم.
إقرأ أيضا : الرئيس بري وحقوق الطائفة
بداية الطريق إلى جهنم كانت منذ أعلن مفتي الجمهورية أن فؤاد السنيورة خط أحمر، ومنذ أعلن البطريرك الماروني أن رياض سلامة خط أحمر، وأن مقام رئاسة الجمهورية خط أحمر، ومنذ أعلن المفتي الجعفري الممتاز أن امتيازات الطائفة الشيعية خط أحمر.
وهكذا فتحت الطائفية سعيرها على اللبنانيين منذ عقود بل منذ تأسيس الكيان اللبناني فاستفاد زعماء الطوائف وأحزابهم فخسر اللبنانيون وطنهم.
لم يعد الحديث عن الحلول ممكنا في الوقت الراهن وما يمكن أن يقال سيكون مجرد امنيات وقد أصبحت الساحة اللبنانية مفتوحة على كل الاحتمالات وجميعها قاتمة ومع ذلك نتضرع الى الله أن ينقذ لبنان من هذه المحنة لأنه وحده القادر لجم المسؤولين اللبنانيين ووحده القادر على ألسنة رؤساء الطوائف والمذاهب لتجنيب لبنان المزيد من الكوارث .