مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية المزمع إجراؤها في 3 تشرين الثاني المقبل، نشرت مجلة "ناشيونال إنترست" الأميركية تقريراً للمحلل دانيال دو بتريس تساءل فيه عن رؤية المرشح الديمقراطي جو بايدن في ما يتعلق بسوريا.
وانطلق دو بتريس من تصريح سابق للرئيس الأميركي دونالد ترامب وصف فيه سوريا بأنّها "رمل وموت" كان قد أطلقه في خطاب عن سحب القوات الأميركية، مبيناً أنّ بايدن يُعدّ واحداً من المشككين بسياسة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما في سوريا.
وذكّر الكاتب بتقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" جاء فيه أن المسؤولين في إدارة أوباما لا يذكرون أن بايدن كان أحد المؤيدين الأساسيين لتزويد المعارضة بالأسلحة وتدريبها. وعلّق دو بتريس على موقف بايدن بالقول إنّه "كان متناقضاً مع زملائه آنذاك، بمن فيهم رئيس وكالة الاستخبارات الأميركية ديفيد بتريوس ووزير الدفاع ليون بانيتا اللذيْن عملا معاً بهدف تقديم خطة للبيت الأبيض من شأنها في الواقع تشكيل جيش جديد من الثوار من أجل الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد".
وتابع الكاتب قائلاً إنّ بايدن اعتبر فكرة إرسال عشرات آلاف الجنود إلى سوريا بهدف القيام بعملية إنسانية "خائبة"، فخلال مناظرة في العام 2012، قال بايدن: "لا تحتاج أميركا إلى الدخول إلى حرب ميدانية جديدة في الشرق الأوسط، وهي حرب تتطلب عشرات آلاف الجنود الأميركيين إن لم نقل أكثر من مئة ألف". وفي العام 2014، مع اشتداد وتيرة الحرب، أطلق بايدن تصريحاً وصُف بأنّه "زلة لسان"، إذ نفى وجود سياسة وسطية معتدلة في سوريا، مؤكداً أنّ حلفاء واشنطن في الشرق الأوسط فاقموا الوضع عبر إرسال الأسلحة ودعم المجموعات المتطرفة.
وعلى الرغم من هذه المواقف، استبعد دو بتريس أن يكون بايدن من مؤيدي الانسحاب الأميركي الكامل من سوريا. ففي حديث مع صحيفة "وول ستريت جورنال" في تشرين الثاني الفائت، قال نائب أوباما السابق إنّ ابقاء بضع مئات الجنود "أمر منطقي جداً"، ناهيك عن أنّه هاجم قرار ترامب سحب القوات الأميركية من سوريا، واصفاً خطوته بـ"الشائنة" التي شأنها أن تعطي فرصة جديدة لتنظيم "داعش".
وعليه، اعتبر دو بتريس أنّ بايدن يؤيد وجوداً أميركياً محدوداً في سوريا بما يضمن زعزعة أنشطة "داعش"، مشيراً إلى أنّ نائب وزير الدفاع السابق، ومستشار بايدن للشؤون السياسة الخارجية، أنطوني بلينكين، ذهب إلى أبعد من ذلك، إذ أشار إلى أنّ إدارة بايدن ستستعمل الوجود الأميركي المتبقي في حقول النفط السورية كورقة ضغط لإجبار الأسد على التفاوض على عملية انتقال سياسية.
دو بتريس الذي تساءل عن الأسباب التي ستدفع الأسد إلى التفاوض، أكّد أنّ بايدن ليس "هيلاري كيلنتون" في ما يتعلق بسوريا. وكتب قائلاً: "لا يبدو أنّ لديه أي مصلحة في إبعاد الأسد بالقوة، كما أنّه لا يؤيد إغراق المعارضة التي يهمين عليها الجهاديون في الشمال بأطنان من الأسلحة الأميركية".
وعليه، دعا دو بتريس إلى سؤال بايدن خلال المناظرات المرتقبة عن انعاكاسات إبقاء الجنود الأميركيين في سوريا على المصلحة الأمنية الأميركية، وذلك بعدما خاضت القوات الأميركية اشتباكات مع القوات الروسية والتركية والمقاتلين الموالين للجيش السوري، وعن أهمية الوجود الأميركي في سوريا على المدى البعيد.