واحدة من المفاخر التي يتغنى بها الموروث التاريخي الشيعي والمرتبطة ببطولات علي بن ابي طالب، هي دحر باب خيبر الذي "عجزت عن هزّه اكفٌ اربعون واربعُ" كما جاء بالسرديات الشيعية.
وكما هو معلوم فإن "خيبر" هو حصن مدينة يهودية في شبه الجزيرة العربية، دخلها جيش النبي بقيادة علي بن أبي طالب بعد أن تآمروا واعلنوا الحرب عليه ونكثوا بالعهود المبرمة معهم.
أما مناسبة سرد هذه الواقعة، فهي عودة "اليهود" بعد حوالي أكثر من 1426 سنة من هزيمتهم وإخراجهم من جزيرة العرب، عبر بوابة توقيع اتفاقيات "السلام" مع دول الخليج ( الامارات – البحرين )، ومن سوف يلتحق بهما من دول أخرى كما صرح بذلك الرئيس دونالد ترامب.
طبعا لست بوارد لا الدفاع عن خيارات هذه الدول ولا مهاجمتها، وإنما هي إشارة إلى الدور الذي لعبته إيران وتلعبه كل يوم من خلال سياستها المتهورة وشعاراتها الفارغة، وتهديدها المستمر لجيرانها العرب مما دفعهم دفعا إلى مثل هذه الخيارات
إقرأ أيضا : آخر أيام الشيعية السياسية في لبنان
فلا يكاد يمضي يوم، إلا ونسمع فيه عن تهديدات كبار قادة الحرس الثوري لهذه الدول والتدخل بشؤونها، وتحريك الادوات الايرانية بالمنطقة ( الحوثي – حزب الله – شيعة البحرين – شيعة القطيف ) لزعزعة استقرارهم والعبث بأمنهم وهذا كله يتم تحت شعارات واهية وبإسم فلسطين والقدس.
فإذا اعتبرنا كما تبث الدعاية الايرانية بأن حكام الخليج لم يكونوا بعيدين عن خيار التطبيع من قبل ومن بعد، فإن من اللافت الآن تحول هذا الخيار ودخوله إلى المزاج الشعبي عند هذه الدول وغيرها، لذا لم نر أي تحرك معتد به ينم عن رفض الجماهير لهذه الخطوة لا داخل هذه الدول ولا خارجها وعلى امتداد العالم العربي،
وهذا كله يعود الفضل فيه للسياسات الايرانية والتهديدات المستمرة.
فإذا كان رمز التشيع التاريخي علي بن أبي طالب قد هزم الخطر اليهودي في سالف الازمان وقلع لهم باب خيبر، فيمكننا القول وبكل أريحية بأن "التشيع السياسي" وعنجهيته وسوء تقديراته بقيادة علي خامنئي قد أعاد لهم بابهم .