منذ أيام خرج طبيب بيطري مصري من منطقة سفاجا المطلة على البحر الأحمر، بتصريحات مثيرة على وسائل إعلامية مختلفة، مُعلنا إجراءه عملية جراحية لإنقاذ دجاجة تعرضت لكسر في قدميها، قبل أن تظهر رواية جديدة مختلفة.
وزعم الطبيب أنه استقبل في عيادته سائحا سويسريا يمسك بدجاجة ويطالب بسرعة مساعدتها بعد سقوطها من أحد المنازل، موضحا أنه قضى أكثر من ساعة ونصف لتركيب شرائح ومسامير لها.
وأطلق الطبيب المصري على الدجاجة اسم "ليسكي" وانتشرت قصتها على مواقع التواصل الاجتماعي وسط إشادة البعض وتعجب آخرين من الواقعة، خاصة مع إعلانه لتكاليف العملية التي وصلت إلى 7 آلاف جنيه.
لكن سرعان ما تغيرت دفة الاهتمام، حيث فوجئ الجميع بنشر عيادة متخصصة في رعاية الحيوانات بمدينة ريو دي جانيرو البرازيلية، على حسابها في إنستغرام، تفاصيل تنفيذ عمليتين جراحيتين للدجاجة نفسها، قبل أيام من أحاديث
الطبيب المصري.
وعلى صفحته الشخصية أكد جوليو أرودا، طبيب بيطري برازيلي، أنه الطبيب المعالج للدجاجة، وأجرى لها العمليتين لإصلاح كسور تعرضت لها لسوء المعاملة والتعذيب خلال استخدامها في طقوس دينية لمعتقد غير معروف.
وأرفق الطبيب البرازيلي عددا من الصور للدجاجة بعد تضميد قدميها فضلا عن الفحوصات الخاصة بحالتها الصحية، لتوضيح مدى صعوبة العمليات التي أجراها.
وتحدث أرودا لموقع "سكاي نيوز عربية" قائلا:"الطبيب المصري استخدم الصور المنشورة على مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بي وعيادتي وأدعى إجراء العملية للدجاجة وتلك رواية كاذبة".
وأضاف الطبيب البرازيلي: "حزين لاكتشافي أن شخصا ما نسب الأمر لنفسه وحاول الحصول على الإشادة في عمل أنجزته مع الطاقم الطبي بالعيادة، فضلا عن استخدامه صورا للعملية يظهر فيها أعضاء فريقي".
وحاولت "سكاي نيوز عربية" التواصل هاتفيا وعبر تطبيق المحادثات "واتساب" مع الطبيب المصري لكنه لم يرد، وفي وقت آخر أغلق هاتفه وصفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك".
كانت ممرضة قد عثرت على الدجاجة في حالة يرثى لها، كما يؤكد أرودا لموقع "سكاي نيوز عربية"، واتجهت على الفور إلى العيادة التي يعمل بها الطبيب البرازيلي، لسرعة التدخل.
ويتابع أرودا: "أجريت العملية الأولى للدجاجة في 2 سبتمبر الجاري، ثم عملية ثانية بعدها بيومين، لوضع صفائح لتثبيت الكسور، وهي الآن في حالة مستقرة، لكن عملية الشفاء تحتاج إلى مزيد من الوقت.
وأشار الطبيب البرازيلي إلى أنه وفريقه لم يتقاضوا مقابلا ماديا نظير عملهم، موضحا أنهم حصلوا على تكاليف العلاج فقط من الممرضة التي جاءت بالدجاجة، رغم أنها ليست شريكة في الجريمة التي جرت للضحية، على حد وصفه.
ونوه أرودا إلى أن تكاليف العلاج وصلت إلى 200 دولار لكل ساق، مشددا على أن الربح المادي لم يكن هو الأولوية لديه وفريقه خلال إجراء العمليتين.
ولا توجد معلومات كافية لدى الطبيب المعالج للدجاجة عن الأشخاص الذين فعلوا تلك الجريمة، لكنه يعتقد أنها جرت ضمن طقوس متعلقة بالسحر الأسود في مدينة ريو دي جانيرو.
ولم تكن تلك المرة الأولى للطبيب البرازيلي التي يستقبل فيها دجاجات لديها إصابات بالغة، حيث يسرد لموقع "سكاي نيوز عربية" تعرضه لتلك التجربة لمرات عديدة خلال سنوات عمله في هذا المجال.
ويضيف: "خلال الـ10 سنوات الماضية وصلت إلى عيادتي 5 دجاجات في الظروف ذاتها، إصابات وكسور في الأقدام وباقي الأعضاء".
ويستطرد الطبيب البرازيلي: "أجريت عمليات جراحية لـ 4 دجاجات منهم، لكن المرة الأخيرة هي الوحيدة التي بقت على قيد الحياة وخرجنا بنتيجة إيجابية بعد تثبيت الكسور".
ولم تنتبه وسائل الإعلام البرازيلية إلى قصة الدجاجة، وفقا للطبيب البيطري، رغم انتشارها في الصحف المصرية المختلفة.
وينصح أرودا، الطبيب المصري الذي نسب تفاصيل العملية الجراحية إلى نفسه، بضرورة احترام الزملاء، ومحاولة فهم المبادئ الأساسية للطب التي لا تتفق مع فعلته.
ويُشير الطبيب البرازيلي على عدم زيارته للقاهرة من قَبل، لكنه يرغب في ذلك قائلا:"من دواعي سروري السفر إلى مصر".