نحنُ جميعاً نعلم بأنه في النهاية سيكون لكم ما تريدون في الحكومة (وستعينونَ من تريدون)، وستعتبرون ويعتبرُ الكثيرون هذا إنتصاراً للطائفةِ الشيعيّة ، وأنكم تصديتُم للحملة الكونية ولكل محاولات "التهميش" و"التطاول" على
حقوقها .....!!!
ولكن، أستميحكم عذراً ، وأتوجهُ إليكم بلسانِ من صدَقَكُم القول وليس من صفقَ ، ولَم "يستَرِحْ"..
وأسأل؛
بعد ثلاثين عاماً من وجودكم في السلطة التشريعيّة وفي السلطة التنفيذية؟
هل بُنيّت دولةٌ ومؤسسات ؟!
ألم يتولى هذه الوزارة (أو تلك) مجموعة من الذين عيّنتم بإسم الطائفة؟
وماذا فعلوا أو أنجزوا ؟!
خراب مع بعد خراب !!
ألم يقل وزير الماليّة علي حسن خليل لقناة الميادين أن الإدارة سيئة ورديئة وبطيئة؟
وكأنه لم يكن حارس المغارة بتوقيع ٧٪ عمولة ؟!
ألم ترون أن من عينتُم وحميتُم في مفاصل الدولة عاثوا بها فساداً حتى العظام ؟!
ألا ترون ، مثلاً، أن كل نواب حاكم مصرف لبنان منذ ثلاثين عاماً كانوا شهودَ زورٍ على سياساتٍ ماليّة وهندسات مصرفيّة أوصلتنا الى الإنهيار وسلبِ ودائعنا؟!
ولم نسمع لهم صوتاً، تصحيحاً، او حتى إنتقاداً ؟!
ألّا ترون أن كل الوزارات التي توليتم لم تنجز حتى في الحدود الدنيا ؟!
ألّا ترون أن وزارة الزراعة لم تقم بأية خطة زراعية حقيقية ؟!
ولم تعمل على الإستفادة ولو من نقطة ماء من مياه العاصي؟!
(ألم تسمعوا ما قاله النائب عن كتلتكم، إيهاب حمادة في خطابه الأول بعد الانتخابات في الهرمل عن الحاجة لخطة زراعية؟
بحضور وزير الزراعة وقتها الذي كان على رأس هذه الوزارة لسنواتٍ وسنوات..!!!!)
ماذا فعلتم للصناعة التي أيضاً توليتم حقيبتها؟!
وهل حاربتم الجمعيات والاندية الرياضية الوهمية في وزارة الشباب الرياضة؟!
وماذا عن وزارة الأشغال ، وطريق ضهر البيدر، ووصلة صوفر بحمدون الأزليّةَ السوء..؟!
ماذا عّن اتوستراد الزهراني الذين سميتوه بإسم الامام مـوسى الصـدر ؟!
ماذا عّن تلزيمات الشاطىء في صور بإسم زوجتكم والعلاقات مع رجال الاعمال والاقتصاد حتى اصبح اسمها على كل شفة ولسان في الفساد وتراكم الاموال ؟!
ماذا عن التعيينات المدراء العامين الأخيرة؟
وهل إنتبهتم الى ان الكثير من طائفتكم خاصةً في بعلبك الهرمل كان خارج "سور" الطائفة؟!
ماذا عن الفلتان الأمني في منطقة بعلبك من قبلِ بعضِ المخلين بالقانونِ والأمنِ والقيم؟
المحمييِّن بمعظمهم من بعض مسؤوليكم وازلام المحيطين بكم!؟
أتعتقدون أن "رشوةَ" قانون العفو العام الذي تطالبون بهِ هو حقٌ من حقوقِ الطائفة؟؟
أم أنّه إمعاناً في الظلم لكل ضحيّة ، وتكريماً لزبانيةٍ مخلّة بالقانون؟!
أليس العفو العام طعناً لمبدأ القانون والقضاء والحق؟
وأنتم من تدّعُون حماية الدولة والمؤسسات!
أليس الأولى أن تُلزموا القضاء والسلطات الأمنيّة على القيام بواجبهِا تسريعاً للمحاكمات وليس التسرع بها؟؟؟
ماذا فعلتم للبلديات التي توليتم ادارتها؟ ومن ضبط ماليتها وخدماتها؟
وهي بمعظمها تخدم مشاريع شخصية انتفاعية وحزبية..!
ألا تعلمون أن الموازنات التي صوّتم عليها منذ ثلاثين عاماً مريبة معيبة فاسدة مفسدة ؟!
هل تعلمون أن ما صُرِفَ على موازنة وزارة الصحة منذ ١٩٩٢ يكفي الشعب الصيني..!!
وأن ما صُرفَ في وزارة الأشغال منذ تلك السنين الى الان يرصف طريقاً الى القمر وحوله وما بعده ذهاباً وإياباً؟!
وأن ما تجبيه الدولة من موانئها كافةً، التي تتولون وزارة ماليتها ورئاسة مجلسها الأعلى للجمارك ، هو رقم تافهُ وسخيف، وأن معظم الباقي هو سرقة بإمتياز لأموال الشعب اللبناني والطائفة الشيعية ؟!
هل تدرون أن لا كهرباء ولا ماء ولا تنمية ولا اقتصاد ولا زراعة ولا صناعة ولا اقتصاد ولا طبابة ولا استشفاء بالشكل الذي يحترم الطائفة الشيعية وغيرها من المواطنين؟!!
والكثير الكثير من الأسئلة التي يفوضُ بها وجعُ وألمُ وجراحُ كلّ "شيعي" الذي يحلو لكم المطالبة بأحقيّته بوزارة الماليّة....فقط ؟!
"الشيعة" ليسوا بخير
وهل تعتقدون ان الاحتفاظ بوزارة المالية هو الذي سيحقق لهم الخير المنشود؟ ..
وماذا عن أبناء كل الوطن..!!؟
مازن عسيران