بين ماضي بعلبك وحاضرها فرق شاسع، وبين التسميات التاريخية التي أطلقت على بعلبك وكل مسمياتها اليوم تكمن الكثير من الآلام والأحزان، فبين أن تكون بعلبك مدينة الشمس ومدينة الآلهة ومهد الحضارات ومدينة الفن والثقافات، وبين أن تكون اليوم مدينة الحرب والمافيات والسلاح والعشائر فرق شاسع، وبين هذا وذاك كلام كثير وأسئلة كثيرة يطرحها كل بعلبكي يتحسر اليوم على مدينته وفي هذه اللحظة بالذات حيث تسمع الآن أصوات الرصاص والقذائف وهي تستبيح المدينة بكل أجوائها وأحيائها وبيوتها.
والأسئلة المطروحة الآن أين الجيش والأجهزة الأمنية؟ أين الأحزاب التي تمسك بقرار بعلبك وتفرض هيبتها ساعة تشاء؟ وأين الدولة التي كانت تفرض هيبتها بدورية مؤللة عصر هذا اليوم في أحد أحياء بعلبك لتمنع أحد المواطنين من استكمال بنائه لمنزله التزاما بقرار وزراة الداخلية بوقف رخص البناء في المدينة؟
فحضرت اليوم بقوة إنتقائية الاجهزة في تنفيذ القوانين.
إن مهمة الأجهزة الأمنية لا تقتصر على مراقبة المخالفات، وهي أمر ثانوي عندما تكون المدينة في قبضة السلاح المتفلت وفي قبضة زعران ومافيات العشائر.
إقرأ أيضا : لبنانٌ جديد بلون الفيروز
إن مهمة الاجهزة الامنية وكل الدولة والسلطة بجيشها وأحزابها تتعدى مراقبة مخالفات رخص البناء لتتصل بشكل أساسي ورئيسي بأمن المدينة وبمنع استباحة المدينة بهذا الشكل حيث لا يمر يوم إلا وتكون هذه المدينة ساحة حرب مفتوحة تستخدم فيها كل أنواع الاسلحة على مرأى ومسمع الجيش والاجهزة والاحزاب.
أي مدينة تريد هذه الدولة؟ لماذا الاصرار على أن تكون بعلبك خارج الدولة والقانون؟ ولماذا الإصرار أن تكون هذه المدينة مسرحا لكل انواع الفلتان الامني والاخلاقي والاجتماعي؟.
والكثير من الأسئلة تطرح نفسها اليوم وقد لا تنتهي وستبقى مدينة بعلبك ضحية الفلتان الامني وضحية الاستهتار واللامبالاة ما لم تبادر الدولة واليوم قبل الغد الى وضع حد لكل هذه الفوضى وتضرب بيد من حديد.
إن قيادة الجيش اللبناني مدعوة اليوم وبصوت بعلبكي واحد أن تبادر فورا إلى وضع حد لهذا الفلتان الواسع والى وضع حد لعصابات ومافيات العشائر والاحزاب وثمة مناشدات واسعة الآن على التواصل الاجتماعي تطالب قيادة الجيش بالتدخل الفورى والحاسم لانقاذ المدينة من أيدي هؤلاء الموتورين لأي عشيرة أو حزب انتموا.
إذا كانت بعلبك مجرد سلعة لأحزاب الأمر الواقع تستخدم عند الحاجة فإنها في نظر أهلها وطن وفي نظر شعبها هي مدينتهم وموئلهم وحضنهم ومستقبلهم وبالتالي فإن أهالي بعلبك يجددون مطالبتهم بدولتهم، بدولة القانون والمؤسسات، يجددون مطالبتهم بالجيش الذي يحميهم وبالاجهزة الامنية التي تضرب بيد من جديد لوضع حد لاستباحة المدينة وأهلها وأمنها