دائماً من حيث أدري أو لا أدري، أردد آية قرآنية وردت في القرآن الكريم (.... والبغال والحمير لتركبوها وزينةً...)، أي جعلها الله تعالى لعباده زينة يتزينون بها، مع المنافع التي يتنفعونها للركوب والحرث والبيع والشراء وغير ذلك، ومما يعني هذا، أنَّ لها حقوق تضمن صحتها وسلامتها في العيش الذي يليق بها، فضلاً عن خلق الإنسان الذي له كرامة وحرية في العيش والسلامة، في إنكلترا، ليس حصراً، الحيوان يحصل على حقوقه، وهناك قانون يحفظ حقوق عمل الحمير والبغال بتحديد ساعات العمل، وكما يحق لها فحصاً طبياً يقوم به أطباء بيطريون، بالإضافة إلى إستراحة رسمية للعلف والراحة لتناول الطعام والقيلولة، هذه الحكومات تفكر في حقوق الحيوان بعد أن أكملت وانتهت من حقوق الإنسان، ورفعت شعاراً مكتوبٌ فيه: ( حيوانات سعيدة وفي صحة جيدة).
إقرأ أيضا: بيروت بعيون ماكرونية
في المقابل، لو أردنا أن نرفع هذا الشعار في بلادنا، ولو بكل الخطط الخمسينية وما فوق، القدر المتيقن، هو رفع شعار مكتوبٌ فيه: (بشر سعداء وفي صحة جيدة ووضع ممتاز أمام الإستراتيجيات العامة)، أو ما يسمى المصلحة تقتضي ذلك، فكل حكوماتنا السابقة واللاحقة والمستلحقة، ومنذ أن حصلنا على عروبتنا ولبنانيتنا منذ أكثر من عشرات السنين والأعوام، رفعت الخطة الخمسينية لتنفيذها، وما زالت الشعارات المستدامة باقية، وإن طارت حكومة أو جيئ بأخرى، نعم، طبابة مجانية، دواء بأقل التكاليف، المدراس مجانية، الكهرباء /24/ عا/24/، الماء عائم ومتوفر، الضمان مئة بالمئة، الوظيفة لمن يستحق بالكفاءة والنزاهة، وغيرها وغيرها.
إنها شعارات مرحلية، ولا يتفاجئ بها كل عاقل في هذا البلد، وهذه حقيقة لا يمكن تجاهلها، وفي تجربتنا التاريخية والتي تحالفت فيها السلطتين الدينية والسياسية، ركبت على الناس بحيث لا يمكنها أن تعترض أو تنتقد أو تطالب بحقوقها، فمنذ أن روى فقهاء السلطة الروايات التي أسندوها إلى أنبياء الله وأوصيائه، بحيث نقرأ الكثير منها، ولا داعي لذكرها، والتاريخ أمامكم وأتحداكم، من رواية أكل البصل، إلى رواية من أخرج لسانه ووصل إلى أرنبة أنفه فله قصر في جنة الله.. لكن السؤال يبقى : من هو المسؤول عن بقرنة وحمرنة خلق الله؟؟؟... بالتأكيد ليس كل الناس، بل السواد الأعظم !!.