كتبت "العربية": لم تهدأ العاصمة اللبنانية بيروت طوال ليل الخميس وحتى الساعات الأولى من صباح الجمعة، بحثاً عن ذاك النبض الذي قيل إن فرق الإنقاذ التقطته على أجهزتها بعد أن أومأ كلب باحتمال وجود حي تحت ركام أحد الأبنية في منطقة مار مخايل التي قضى انفجار الرابع من آب على العديد من أبنيتها لا سيما القديم منها.
غضب عارم اجتاح مواقع التواصل والشارع، حيث استكشف ما قيل إنه أنين خافت، بحسب ما نقل شهود عيان في المكان، بعد أن أعلنت فرق الإنقاذ ليل أمس توقفها عن البحث خوفا من انهيار المبنى بالكامل.
ولعل ما زاد من مستوى القهر، توارد أنباء عن وجود طفل تحت الركام، بعد شهر على الفاجعة.
احتمال وجود صغير حمته ربما جثة راشد فوقه، بحسب ما رجح البعض، دبت الحماسة والغضب معا في قلوب اللبنانيين. فنزل العشرات إلى عين المكان، هاتفين ومطالبين باستئناف البحث حتى كان لهم ما أرادوا، وعادت فرق الإنقاذ إلى استئناف نشاطها.
أتى ذلك، بعد أن نقل مراسل وكالة الأنباء الإسبانية، عن مدير فريق الإنقاذ التشيلي قوله إنه يعتقد بوجود شخصين تحت الأنقاض، الأول يعود لشخص ميت، يغطّي الثاني، والذي يعتقد بأنه وإن ثبت بقاؤه على قيد الحياة، عائد لطفل صغير.
هكذا أشعلت نبضات هذا القلب الصغير الروح في المدينة المنكوبة، وأحيت آمال الآلاف التي انهارت في ذلك اليوم المشؤوم من انفجار المرفأ في العاصمة، مخلفاً 190 قتيلاً إثر انفجار أطنان من نيترات الأمونيوم تركت لسنوات في أحد العنابر، بعلم العديد من المسؤولين المعنيين في المرفأ.
إشارات حياة
يذكر أن عمال إنقاذ كانوا أشاروا في وقت سابق إلى أنهم رصدوا مؤشرات على وجود أحياء تحت أنقاض مبنى في منطقة مار مخايل السكنية.
وذكرت وكالة الأنباء الرسمية أن فريقا من المنقذين ومعهم كلب مدرب (يدعى فلاش) رصد حركة تحت المبنى المنهار في إحدى أكثر المناطق تضررا من الانفجار
وقال المسعف إيدي بيطار للصحافيين، إن إشارات على وجود تنفس ونبض وإشارات على مجسات حرارة الأجسام تعني أن هناك إمكانية لوجود ناجين.
"كيف تنامون؟"
لكن بعد عدة ساعات من الحفر وسط الأنقاض، من قبل فريق إنقاذ ضم متطوعين قدموا من تشيلي، إلى جانب متطوعين لبنانيين وأعضاء في الدفاع المدني، تم تعليق العملية لأن المبنى اعتبر غير آمن.
وفي السياق، قال عامل إنقاذ إن هناك حاجة لآلات ثقيلة للمساعدة في رفع الركام بأمان، وإنه ليس بالإمكان جلب تلك المعدات قبل صباح اليوم الجمعة. وأضاف ميشيل المر للصحافيين، إن فريق الإنقاذ معرض للخطر وإن عشرة منهم في الموقع لكن ليس هناك استعداد للمخاطرة بأحد، ما دفع الناس الغاضبين إلى النزول إلى الشارع ضاغطين طوال الليل من أجل استئناف البحث.
وصاحت امرأة في وجه أفراد من الجيش يحرسون الموقع "يا للعار! يا للعار هناك روح بالداخل".
فيما ضجت مواقع التواصل بسؤال يتيم إلى جانب موجة من الانتقادات طالت كافة السياسيين في البلاد: "كيف تنامون وهناك طفل تحت الركام"، "كيف يغمض لكم جفن وقلب صغير ينبض هناك؟".