حذّر الخبراء من أن الآباء والأمهات الذين سيواصلون العمل من المنزل بعد عودة أطفالهم إلى المدرسة، سيواجهون مشاكل جسدية ونفسية قد تستمر مدى الحياة.
ويعتقد الخبراء الماليون أن الكثيرين سيتعرضون للإفلاس بسبب العمل من المنزل لأن فواتير الخدمات سترتفع، بينما يتوقع علماء النفس زيادة في حالات العنف المنزلي والإهمال وسوء المعاملة، ناهيك عن العديد من المشاكل الصحية
التي تتعلق بالبقاء في المنزل طوال الوقت.
مشاكل صحية
وقالت جانيت جاكسون، مديرة مركز The Manchester Stress Institute الصحي لصحيفة ذا صن": "العمل من المنزل قد يؤدي إلى البؤس مدى الحياة، من السخف أن نتخيل أن كونك وحيداً أو في فقاعة صغيرة أمر
صحي، وهناك العديد من المجالات التي يكون فيها العمل من المنزل ضاراً لك".
وأضافت جانيت "لم يتم تصميم كراسي تناول الطعام للجلوس طوال اليوم خلف المكتب، ويمكن أن تؤدي إلى إصابة جيل كامل بمشاكل صحية والتهابات وسنوات من آلام الظهر، ناهيك عن التكلفة العالية للرعاية الصحية المتخصصة
والعلاج الطبيعي".
الإفراط في تناول الطعام
وإذا استمر الناس في العمل من المنزل، قد يؤدي الإفراط في تناول الطعام إلى الإصابة بمرض السكري من النوع 2، وهي حالة مزمنة ستؤثر على المريض مدى الحياة بمجرد حدوث الضرر.
وتوضح جانيت "بالنسبة للعديد من الأشخاص، تقع الثلاجة وخزائن المطبخ على بعد خطوات قليلة من مكاتبهم المنزلية، ومن السهل جداً تناول وجبة خفيفة واختيار الأطعمة الغنية بالسكريات والدهون لتتراكم كميات كبيرة من
السعرات الحرارية في أجسادهم".
أمراض في العمود الفقري والعينين
وقال الطبيب العام الدكتور ماريوس أناستاسيادس "إن قضاء ساعات في الانحناء فوق جهاز كمبيوتر محمول على طاولة الطعام في كرسي غير مناسب لم يتم تصميمه بشكل مريح يضغط على عمودك الفقري وجهازك العضلي
الهيكلي بالكامل".
وأضاف الدكتور أناستاسيادس "حتى الإضاءة ليست مصممة لأيام العمل الطويلة في معظم المنازل، لذا فليس من المستغرب حدوث زيادة في عدد الأشخاص الذين يزورون المعالجين المختصين بتقويم العمود الفقري وأطباء العيون".
أضرار على الصحة العقلية
وفي الوقت الذي توصي بعض الشركات الكبرى مثل غوغل وتويتر موظفيها بالعمل من المنزل بشكل دائم، لكن خبراء الصحة العقلية يقولون إن البقاء في المنزل سيؤدي حتماً إلى أضرار طويلة الأمد.
وقالت عالمة النفس إيما كيني "ما يجعلنا بشراً هو التواصل الجسدي والعلاقة الودية، ومن الواضح أنه كلما كنت أكثر عزلة، زادت مشكلات الصحة العقلية لديك".
وأضافت كيني "التواصل عبر الإنترنت ليس تواصلاً حقيقياً، وفي الوقت الذي يمكن أن يكون العمل المرن خياراً رائعاً، لا يمكننا التقليل من تأثير العزلة الاجتماعية على المدى الطويل على الصحة العقلية".
وأوضحت كيني "منذ أن زاد الاعتماد على العمل من المنزل أكثر هذا العام ، شهدنا بالفعل زيادة هائلة في الاكتئاب والقلق والشعور بالوحدة، وتضاعفت حالات القتل المنزلي خلال فترة الإغلاق، وحدثت زيادة مذهلة بنسبة 700 في
المائة في حالات العنف المنزلي".
تجنب الأضرار الصحية والعقلية
وينصح أناستاسيادس "إذا لم تتمكن من العودة إلى العمل في الشركة، فحاول ممارسة الكثير من التمارين الرياضية في المنزل، وابحث عن أفضل كرسي ممكن للعمل، وخذ الكثير من فترات الراحة، واقتصر على وجبات الطعام
الرئيسية كالمعتاد، وإذا شعرت بالضعف، فيرجى طلب المشورة من طبيب مختص على الفور".
وللتعامل مع حالات الاكتئاب والقلق المرافقة للعزلة المنزلية، ينصح الخبراء بلقاء الأصدقاء من وقت لآخر مع تطبيق قواعد التباعد الاجتماعي، والحديث إلى شخص موثوق عن المشاعر السلبية، وطلب المشورة من طبيب مختص
عند الضرورة.