الشيخ علي الخطيب ( نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى) له من إسمه نصيب، فهو خطيبٌ مُفوّه على ما يظهر من إطلالاته التلفزيونية، لذا طلع بالأمس على أبناء الطائفة الشيعية بمناسبة ذكرى العاشر من شهر مُحرّم( ذكرى استشهاد الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما)، طلع لينطق بلسان تيار المقاومة والممانعة مدحاً وتقريظاً وتبجيلاً، التيار الذي حرّر الأرض من رجس الإحتلال، وترك الوطن والمواطنين رهينة رجس الفاسدين وطغيانهم!
وكان قد سبق لسيد المقاومة والممانعة أن قال بأنّ الفاسد لا يقلُّ خطراً وسوءاً عن المُحتلّ والمُستعمر، أمّا الشيخ الخطيب فلم يهتدِ إلى هول الكارثة التي يعيش اللبنانيون في حمأتها، وفاقمتها مجزرة التفجير النووي في مرفأ بيروت في الرابع من شهر آب الحالي، بل اكتفى بوجوب الشكر على نِعم المقاومة والممانعة وتقديم الولاء لها، وعاد للدعوة إلى الرشاد وتوحيد الكلمة للخروج من الأزمة الخانقة التي تُحيط بهم من كلّ جانب، والسؤال لفضيلة الشيخ الخطيب الذي يتردّد على ألسنة معظم اللبنانيين: لماذا عجز التيار الذي دحر الصهاينة، وقهر أعتى قوة عسكرية إسرائيلية في المنطقة العربية، من دحر قوى الفساد، والضرب بيدٍ من حديد على أيدي الفاسدين وناهبي المال العام، ممّا يحفظ أدنى مُقومات الحياة الكريمة للمواطنين الذين بذلوا الأنفُس والأموال والثمرات في سبيل تحرير الأرض والإنسان، وباتوا اليوم على اقتناعٍ تام بأنّ المقاومة خذلتهم في معركة الفساد وبناء الدولة، وحفظ النظام والكيان، وفرّطت في كل ذلك، وفات الخطيب أنّ الخُطَب لا تُقدّم حلولاً، ولا تشفي غليلاً، ولا تطعم جائعاً، هذا فضلاً عن إطلاقها من خارج السّياق ( من منبر المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى )، المنبر المفترض أن يكون جامعاً لأبناء الطائفة الشيعية أولاً، وسائر المواطنين الصابرين، هذا المنبر الذي أسّسهُ السيد موسى الصدر، كي يكون منبراً للوحدة الوطنية والأهداف الوطنية السامية، لا في خدمة طرف، أو حركة أو حزب، أو زعيم أو أمين عام.
قال الشاعر:
إنّك يا ابن جعفرٍ لا تُفلحُ
الليلُ أخفى والنهارُ أفضحُ.