كتبت مارينا نعضاد في "الجمهورية": تُجري المختبرات الطبية يومياً في لبنان آلاف الفحوصات لكشف فيروس كورونا، وتُسَجَّل الإصابات بالمئات... ولكن ماذا عن النتائج الخاطئة؟ كيف تحصل، وما هي تداعياتها على الصحة العامة؟
بات من المتعارف عليه حول العالم، أنّ عدد الإصابات الحقيقية بفيروس كورونا يتخطّى الأعداد الرسمية، ولكن ما قد لا تعرفه أنّ عوامل عدة قد تؤثّر على دقة نتائج فحوصات الـPCR في المختبرات.
وفقاً لريتا فخر، الخبيرة في الأدلة الجينائية، أبرز العوامل التي قد تؤثر في دقة نتائج فحص الـPCR هي التالية:
1 - طريقة أخذ العينة:
يجب أخذ العينة من الأنف كما من الحنجرة، لأنّ الفيروس لا يدوم طويلاً في الأنف. ولكن بعض المختبرات في لبنان تأخذ عينة من الأنف فقط، ما قد يعطي نتيجة سلبية خاطئة.
2 - المثبطات:
عند أخذ العينة من المريض المشتبه، يمكن أن تتصرف بعض المواد، إن وجدت في الحنجرة بكمية كبيرة، كمثبط، تماماً كما في علم الأدلة الجينائية. لذا، من الأفضل ألاّ يتناول الشخص أي طعام وأي شراب لساعتين على الأقل قبل إجراء الفحص، وذلك بهدف الحصول على نتائج دقيقة.
في دراسة نُشرت في مجلة علمية International Journal of Biology and Biotechnology في شهر تموز تحت عنوان Avoiding PCR Inhibition to Implement Microsatellite Markers for Characteriation of Coffee Genotypes، حاول العلماء إجراء فحص الـPCR لنبتات كافيين، ولم يحصلوا على أية نتائج إلّا بعد «تمييع» العينة. تقدّم هذه الدراسة برهاناً على احتمال تأثير شرب القهوة - وهي مشروب
شائع جداً - قبل إجراء فحص الكورونا، على النتيجة.
3 - طريقة تحليل العينة:
ثمة طريقة تحليل للعينات، تُعرَف بالـpooling، يمكن أن توفّر الكثير من الوقت على عاملي المختبر، إن استُعمِلَت بالطريقة الصائبة. فيتمّ من خلالها جمع جزء من كل عينة مأخوذة من الناس وجمعها معاً. وإن كانت النتيجة:
- سلبية: إذاً كل العينات نتيجتها سلبية، أي أنّ كل الأشخاص الذين أُخذت منهم عينة غير مصابين بالفيروس.
- إيجابية: يتمّ إعادة تحليل كل عينة على حدة، أو إعادة إجراء الفحص من جديد لكل الأشخاص.
في لبنان، تستعمل بعض المختبرات هذه الطريقة الفعّالة، ولكن بشكل خاطئ أحياناً، لذا نحصل على الكثير من النتائج الإيجابية الخاطئة.
ويجدر الذكر، أنّ جميع أنواع فحوصات الكشف عن الإصابة بفيروس كورونا المستجد فيها نسبة من عدم الدقة. فالخطأ موجود دائماً، وما من ضمانات 100% على دقّة نتائج الفحوصات، لذا من الأفضل إجراء أكثر من فحص في غضون بضعة أيام، في حال الشك بالإصابة بالفيروس، وفي حال الاحتكاك مع مرضى "كوفيد- 19".
تداعيات النتائج الخاطئة
قد تؤثر نتيجة إيجابية خاطئة سلباً على حياة الشخص المهنية والاجتماعية، ولكنها لا تؤثر على الصحة الشخصية والصحة العامة. فإنْ تلقّى فرد نتيجة إيجابية، يحجر نفسه لأسبوعين من دون أن يعاني من أية عوارض للفيروس بالطبع. أما النتيجة السلبية الخاطئة، فتشكّل كل الخطورة. وفي الواقع، عندما يحصل شخص يحمل فيروس كورونا المستجد على نتيجة سلبية خاطئة لفحص الـPCR، فهو يكمّل حياته بشكل طبيعي، وقد ينقل الفيروس لكل من حوله من دون علمه، حتى أنّه قد يحتفل بنتيجته السلبية... ما قد يتحول إلى حفلة انتشار للفيروس.
أمثلة للمثبطات:
حمض التانيك الموجود في القهوة والشاي والنبيذ والبيرة والتفاح والتوت، والأملاح الصفراوية الموجودة في الثوم والفجل.