كشفت دراسة حديثة أن التدخين غير المباشر أثناء الحمل له بعض التأثيرات العابرة للأجيال، حيث أنه لا يؤثر فقط على الأم وطفلها، بل قد يؤذي الأجيال القادمة (الأحفاد).
 
وقال هيتندرا تشاند، الباحث في الطب الحيوي في كلية الطب هربرت فيرتهايم: "إن التعرض لدخان السجائر غير المباشر أثناء الحمل له آثار ضارة قد تستمر لأجيال".

 

وتعاون مختبر تشاند مؤخرا مع العلماء في معهد Lovelace لأبحاث الجهاز التنفسي، لدراسة آثار الدخان غير المباشر على النماذج الحيوانية. وكانت النتائج مفاجئة.

ولاحظ الفريق أن التعرض للتدخين غير المباشر لا يضر فقط بتطور الرئة لدى الجنين، بل إنهم عثروا على أدلة بشأن وجود آثار ضارة في حيوانات الجيل الثاني التي لم تتعرض أبدا للدخان.

 

ونُشرت النتائج التي توصلوا إليها في مجلة Frontiers in Immunology. وحذرت الدراسات من أن التدخين غير المباشر أثناء الحمل يمكن أن يتسبب في ولادة الأطفال قبل الأوان أو بعيوب خلقية، بما في ذلك الشفة المشقوقة أو الحنك المشقوق أو كليهما. ويجعل التعرض للدخان بعد الولادة الرضع أكثر عرضة لمتلازمة موت الرضع المفاجئ. كما أنه يزيد من خطر الإصابة بأمراض الرئة مثل الربو والتهاب الشعب الهوائية والتهابات الأذن والالتهاب الرئوي.


 
وتشير أبحاث تشاند إلى أن مخاطر التدخين أثناء الحمل طويلة الأمد أكثر مما يُعتقد، وقال: "لاحظنا عيبا مرتبطا بالدخان في الإنزيمات التي تنتج كبريتيد الهيدروجين، وهو جهاز إرسال إشارات حيوي، يساعد في تنظيم نمو الأعضاء. والعيب الناجم عن الدخان في هذه الإنزيمات انتقل إلى حيوانات الجيل الثاني، الأحفاد".

 

ويمكن أن تكون هذه الإنزيمات بمثابة علامة بيولوجية لتحديد قابلية الإصابة بالربو في المستقبل عند الأطفال.

وبالإضافة إلى ذلك، فإن النتائج التي توصل إليها تشاند لها آثار كبيرة في زيادة الوعي العام ضد أي شكل من أشكال تدخين التبغ، تقليديا أو معاصرا، بما في ذلك السجائر الإلكترونية، والنرجيلة، وغيرها، خاصة للنساء الحوامل.