لم يشهد لبنان الكبير خلال المائة عام التي مضت على إنشائه عام ١٩٢٠، حُكّاماً ظلَمة وفاسدين ومُنافقين، كالذين عرفتهم الحياة السياسية خلال الثلاثين عاماً الماضية: ضابط قائد سابق في الحرس الجمهوري( العميد مصطفى حمدان) يقول بأنّ السفير الأميركي السابق في لبنان جيفري فيلتمان، كان قد أشرف على إعداد فريقٍ يتولّى تضليل التحقيق بجريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، عمادها النائب مروان حمادة، والإعلامية راغدة درغام وآخرين، هكذا ورغم قرارات مجلس الأمن الدولي حول هذه الجريمة، وتأليف لجنة تحقيق دولية، وإنشاء محكمة دولية خاصة بلبنان لمحاكمة المتهمين بهذه الجريمة، يتمكن النائب حمادة والإعلامية درغام من تضليل التحقيق، وضابط أمن آخر كان مديراً عاماً للأمن العام ( اللواء جميل السيد) يقول: لو تُركت جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري بين أيدي الأجهزة الأمنية اللبنانية والهيئات القضائية اللبنانية، لكانت توصّلت إلى معرفة المجرم الحقيقي وكشفت خيوط الجريمة التي لا توصل بالنهاية إلاّ إلى العدو الصهيوني، إلاّ أنّ اللواء جميل السيد لم يُخبرنا كيف تمكّن العدو الصهيوني من تجهيز أكثر من ٢طُن من الديناميت في سيارةٍ "مسروقة"، ومراقبة تحركات الرئيس الراحل رفيق الحريري والنجاح في تفجير موكبه، وأين كانت الأجهزة الأمنية الأربعة( مع أجهزة المخابرات السورية) خلال تحضير عملية التفجير وتنفيذها.
إقرأ أيضا : جريمة اغتيال الحريري..غير مُغطّاة بشعارات المقاومة والممانعة.
قائد كبير لتيار المقاومة والممانعة في المنطقة العربية والخليج والعالم ( السيد حسن نصرالله أمين عام حزب الله) يقول اليوم بأن " لا علم له" عن وجود قنبلة "نووية" جاهزة للتفجير في مرفأ بيروت، وكان قد أخبرنا عام ٢٠٠٦ أنّه لو كان يعلم أنّ العدو الإسرائيلي سيّدمّر معظم المرافق الحيوية في لبنان، ويوقع أكثر من ألف وأربعمائة شهيد، وآلاف المصابين وعشرات آلاف المشردين، لما كان أقدم على خطف جنودٍ إسرائيليّين في تموز عام ٢٠٠٦، لمّبادلتهم بالأسير سمير القنطار( الذي أضحى شهيداً تحت إمرة المقاومة والممانعة)، ورئيس جمهورية حالي( الجنرال ميشال عون) يقول بأن " لا علم له عن وجود أطنان المتفجرات في وسط مدينة بيروت، والأدهى من ذلك عندما قال بأن لا سلطة له على على مرفأ بيروت( واجب احترام التراتبية)، كل هذه الموبقات التي ترقى إلى مستوى الجرائم، لو أضفنا لها معزوفة جبران باسيل المشهورة " ما خلّونا نعمل"، لاكتمل عقدُ المنافقين والفاسدين، فلو أنّ زملاء باسيل من أعضاء الطبقة السياسية الفاسدة تركوا له حرية العمل، لكان لبنان اليوم أشبه ما يكون بجنّات النعيم، وهو ربما اليوم( أي باسيل ) يقف حجر عثرة في طريق الثنائي الشيعي، الذي يسعى لإعادة سعد الحريري إلى رئاسة الحكومة( إنقاذاً لوضع الثنائي المُتردّي لا لإنقاذ الوضع الوطني)، فهو أي باسيل، لا ينظر إلاّ في أمور مصالحه الخاصة، وبعده فليكن الطوفان.
قال المُهلّب: يا بنيّ، تباذلو تحابّوا، وإنّ بني الأم يختلفون، فكيف بنو العَلّات؟
بنو العلّات: إخوة من أبٍ واحد وأُمّهاتٍ مُتعدّدات.