حذر الخبراء من أن بعض المرضى الذين يتعافون من فيروس كورونا يستمرون في المعاناة من الأعراض بعد ثلاثة أشهر من الإصابة بالفيروس.

 

وأُطلق الباحثون على الحالة اسم "كوفيد طويل الأمد" (long Covid)، وكشفت دراسة جديدة أن 75% من المرضى الذين دخلوا إلى المستشفى مصابين بالفيروس ما يزالون يعانون من مشاكل مستمرة متعلقة بالمرض.

 

ووجد الباحثون في مركز North Bristol NHS Trust أن 81 من أصل 110 مرضى خرجوا من مستشفى Southmead Hospital Charity في بريستول، ما يزالون يعانون من بعض الأعراض عندما تمت دعوتهم مرة

أخرى إلى العيادة. وشملت هذه الأعراض ضيق التنفس وآلام العضلات والإرهاق المفرط.

 

وتشمل الأعراض الرئيسية للفيروس سعالا جديدا ومستمرا ودرجة حرارة عالية وفقدان حاسة التذوق والشم. ووجدت الدراسة الجديدة أن معظم المرضى أبلغوا عن تحسن في هذه الأعراض بعد التعافي.

 

ويهاجم فيروس كورونا الرئتين، لكن الباحثين وجدوا أن معظم المرضى لا يعانون من انخفاض في وظائف الرئة أو تندب في الرئة، بعد الخروج من المستشفى.

 

ووقع تمويل الدراسة من قبل مستشفى Southmead Hospital Charity وتم تجنيد 163 مريضا مصابا بالفيروس، توفي 19 منهم.

 

وبعد ثلاثة أشهر، تمت دعوة المشاركين لإجراء فحص طبي وحضر 110 إلى المستشفى. ووجدت الدراسة أن 74% منهم كانوا يعانون من أعراض مستمرة، لا سيما ضيق التنفس والإرهاق المفرط، مع انخفاض جودة الحياة

المرتبطة بالصحة.

 

وقالت الدكتورة ريبيكا سميث، نائبة مدير الأبحاث والابتكار في North Bristol NHS Trust، إن الدراسة ستساعد ممارسي الرعاية الصحية على الاستعداد لمساعدة الأشخاص في تعافيهم التام من الفيروس.

 


وأضافت: "نأمل أن تساعد نتائجنا المرضى وأطباءهم في فهم مسار مرض ما بعد كوفيد ودور الاختبارات الروتينية".

 

وسيستمر البحث الآن. ومن المقرر أن يتعاون الفريق مع جامعة بريستول للنظر في اختبارات الدم للمشاركين وعلاجات إعادة التأهيل والدعم النفسي.

 

وأوضح الدكتور ديفيد أرنولد، الذي يقود مشروع Discover: "يساعد هذا البحث في وصف ما يقوله لنا العديد من مرضى فيروس كورونا بأنهم ما زالوا يتنفسون بصعوبة ويتعبون ولا ينامون جيدا بعد أشهر من الإصابة ودخول

المستشفى".

 

وقال إن ما يبعث على الاطمئنان هو أن التشوهات في الأشعة السينية واختبارات التنفس نادرة في هذه المجموعة.

 

وأشار أرنولد: "المزيد من العمل في مشروع Discover سيساعدنا على فهم سبب ذلك، وكيف يمكننا مساعدة مرضى فيروس كورونا".

 

وفي وقت سابق من هذا الشهر تم الكشف عن أن نصف مليون بريطاني يعانون من " كوفيد طويل الأمد".

 

وأشار الخبراء إلى أن الذهان والإرهاق وفقدان البصر والحركة من بين الحالات واسعة النطاق التي تم تحديدها في أولئك الذين سبق لهم الإصابة بالفيروس.

 

وحذرت كلير هاستي، مؤسسة مجموعة Long Covid Support Group، من أن الأطباء العموميين يخطئون بانتظام في تشخيص المشاكل المستمرة على أنها قلق، إلا أن الأمر ليس كذلك على الإطلاق.