تحدّثت شبكة "سي إن إن" الأميركية في تقريرٍ لها عن الأسباب التي تدفع الناس للخوف من لقاح فيروس "كورونا" المتوقع إصداره خلال الأشهر المقبلة.
وقال نيل جونسون، الفيزيائي في جامعة "جورج واشنطن" الذي يدرس حالة الشك في اللقاحات عبر وسائل التواصل الاجتماعي، إنّ الاعتراضات الـ 4 الأكثر شيوعاً من قبل الناس هي: الأمان، وما إذا كان هناك حاجة للقاح، وثقة
المؤسسة وشركات الأدوية، وعدم اليقين الملحوظ في العلم.
ويقول العلماء إنّ اللقاحات هي أكثر أدواتنا فعالية في مكافحة الأمراض المعدية، حيث تمنع 6 ملايين حالة وفاة كل عام.
وأثبتت العديد من الدراسات أن اللقاحات آمنة، وقال الدكتور أنتوني فاوشي، كبير علماء الأوبئة في الولايات المتحدة، إن إعطاء لقاح فيروس "كورونا" للعديد من الأشخاص يمكن أن ينهي الوباء، ووجدت دراسة في مجلة لانسيت
الطبية أن هذه هي الطريقة الوحيدة لإنهاء عمليات الحظر والإغلاق بشكل كامل.
وأشارت دراسة نشرتها جامعة "هامبورغ" في حزيران إلى أن 71 - 74% من الأشخاص في أوروبا والولايات المتحدة يحتاجون إلى التطعيم لتحقيق مناعة القطيع، مع مراعاة "أن الاستعداد الحالية في فرنسا وألمانيا وهولندا على
وجه الخصوص، قد يكون غير كاف للوصول إلى هذا الحد".
وقال بوريس جونسون إن هذه "قضية ضخمة" وربما هي أكبر مما تشير إليه استطلاعات الرأي.
وفي حين أن التشكيك في اللقاحات هي مشكلة أزلية في أوروبا والولايات المتحدة، إلا أن هناك علامات على انتشار الشك في أماكن أخرى. ففي البرازيل تجري شركات بريطانية وصينية وأميركية تجارب انتقدت مجموعة صغيرة من
المعارضين على وسائل التواصل الاجتماعي "لقاح الصين".
وقال جونسون لشبكة "سي إن إن"، إنه في أفريقيا تنتشر معلومات مضللة حول استخدام البرنامج كغطاء لجعل معظم سكان المنطقة عقيمين. وأضاف: "الخوف من ذلك كبير جدا، خاصة في الدول النامية".
لكن الآراء ليست هي نفسها في جميع أنحاء العالم، فقد وجد استطلاع أجرته مؤسسة "ويلكم غلوبال مونيتور" عام 2018 أن 95% من سكان جنوب آسيا يعتقدون أن اللقاحات آمنة وهو أعلى رقم من أي مكان في العالم.
وشهدت جائحة "كورونا" انخفاضاً في التطعيمات في جميع أنحاء العالم، ويعزى ذلك إلى حد كبير لإغلاق المدارس والمخاوف المتزايدة من زيارة العيادات، لكن الباحثين قالوا إن "التردد في اللقاح قد يمثل العقبة التالية".
ووجدت العديد من استطلاعات الرأي بأن سرعة تطوير اللقاح كانت أكبر مصدر قلق للناس، حيث إن تطوير معظم اللقاحات استغرق من 10 إلى 15 عاماً.
وقال جيريمي وارد، الذي نشر دراسة حول التردد في أخذ اللقاح لشبكة "سي إن إن": "من الواضح أن هناك سببا يدعو للقلق، تعجيل الخطوات والسرعة لإيجاد لقاح جديد".
وأضاف: "أعتقد أن العامل الرئيسي هو الثقة في المؤسسات".
وقالت إدراة الغذاء والدواء الأميركية إنّها لن تقطع أي طريق يهدف إلى تطوير لقاح، وقال وزير الصحة الفرنسي إن البلاد لن توافق على لقاح لم يجتز المرحلة الثالثة من التجارب.
وأكدت حكومة المملكة المتحدة أن تجاربها تتبع مساراً محدداً مسبقاً بمعايير عالية، وأن سرعة تطوير اللقاح كان بسبب زيادة الاستثمار والدعم.
ويقول الخبراء إنّنا بحاجة إلى استراتيجية بشأن موعد إنتاج اللقاح، التي تغطي من سيتلقى اللقاح أولاً وكيف سيتم توزيعه، والخيارات المختلفة الممكنة، وكيفية معالجة مخاوف الناس.
وفي حزيران قال فاوتشي إنّ هناك خطة موسعة للوصول إلى المجتمع والتحدث إليه، لكنه لم يكشف عن تفاصيلها.
وشدد وارد على أن هذا لا يتعلق فقط بإقناع الناس بأن اللقاح آمن، بل يتعلق بفعل كل ما هو ممكن للتأكد من أنه آمن بالفعل وقال: "عندما تنتج لقاحاً جديداً وبهذه السرعة، فلا يقتصر الأمر على التواصل مع الناس، بل على الشفافية
أيضا واتخاذ القرارات الصحيحة".