تضاعف عدد المصابين والمتوفين جراء فيروس كورونا المستجد في صفوف الطواقم الطبية في مناطق سيطرة الحكومة السورية، وخصوصا في دمشق، وفق ما أفادت مصادر طبية عدة، في حين حذرت الأمم المتحدة من ترد أكثر
للقطاع الصحي المستنزف والهش.
وسجلت دمشق ومحيطها مؤخرا ازديادا ملحوظا في عدد الإصابات بالفيروس، وتحدث أطباء عن وضع "مخيف" في مستشفيات تضيق بالمصابين.
ونشرت نقابة أطباء سوريا على صفحتها على فيسبوك، الأحد، لوائح بأسماء 61 طبيبا، قالت إنهم توفوا "في مواجهة فيروس كورونا".
وسجلت وزارة الصحة السورية حتى الآن 1677 إصابة بكوفيد-19، بينها 64 وفاة، ممن خضعوا لفحوص الكشف عن الفيروس.
وأفادت الوزارة في وقت سابق بـ"حالات عرضية لا تملك الإمكانيات (..) لإجراء مسحات عامة في المحافظات". كما حذرت من زيادة حصيلة المصابين في ظل "انتشار أفقي للوباء بين المدن"، ما قد ينذر بتفش أوسع إذا ما لم يتم
التزام الإجراءات الوقائية.
ونقل مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في سوريا، عن وزارة الصحة، الاثنين، أنها سجلت 69 إصابة في صفوف الطواقم الطبية، بينها 48 في دمشق فقط و13 في ريفها.
وحذرت الأمم المتحدة من ترد أكثر للقطاع الصحي المستنزف والهش أساسا في سوريا بعد سنوات الحرب الطويلة.
وأفادت تقارير غير موثقة بارتفاع في أوراق النعوة والدفن، مشيرة إلى أن ارتفاع عدد الإصابات المسجلة لدى وزارة الصحة بأكثر من الضعف خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، يظهر أن "الانتشار المجتمعي للوباء بدأ يتوسع".
ونشرت صفحة "سماعة حكيم" الطبية المتخصصة، التي يتابعها أكثر من 150 ألف شخص وتحولت مرجعا صحيا للسوريين، لائحة ب55 اسماً، قالت إنهم من الأطباء والصيادلة "الذين خسرتهم سوريا" في الأيام الماضية، عشرة
منهم على الأقل توفوا في الخارج، وفق أحد المشرفين على الصفحة.
وأكد طبيب في دمشق أن غالبية المتوفين بين الأطباء في سوريا لم يخضعوا لفحص فيروس كورونا المستجد، "لكن الأعراض التي واجههوها تجعلنا نفكر مباشرة في أن الوفاة ناجمة عنه".
وأوضح: "بتنا نتعامل مع كل الحالات على أنها كورونا نتيجة الانتشار الواسع".
ومنذ نحو أسبوعين، ينشر أطباء وناشطون وإعلاميون تعليقات عبر الانترنت تحذر من ازدياد ملحوظ في أعداد الإصابات والوفيات، في وقت تظهر إحصاءات وزارة الصحة ارتفاعا ملحوظا أيضا.
وكان عميد كلية الطب البشري في جامعة دمشق، الدكتور نبوغ العوا، قال لصفحة "سماعة حكيم" إن نسبة الإصابات "مخيفة جداً". وأوضح أن "كل الغرف ممتلئة والمريض الذي يعاني حالا سيئة لا يستطيع الدخول إلى العناية إلا في
حال وفاة مريض آخر".
واستنزفت تسع سنوات من الحرب، المنظومة الصحية في أنحاء سوريا، مع دمار المستشفيات ونقص الكوادر الطبية، وجاء تفشي الوباء ليفاقم الوضع. وفي سوريا وفق الوزارة 25 ألف سرير.