لهذا الحزب أسماء متعددة وسمات كثيرة كونه مجموعة جهات وشخصيات مصطفة في محور إقليمي وجبهة داخلية، وله منافع كثيرة ولكن إثم أكثرهم أكبر من نفع بعضهم وهذا ما أضر بلبنان وجعله رهينة حسابات سياسية وشخصية أسقطت مشروعية الدولة وتحوّلت السلطة فيه الى مجرد توظيف حكومي أضعف من شأن السلطة وجعلها باباً للكسب والإسترزاق المادي والمعنوي وهذا ما أطمع كل فرد بالوزارة وأمست كالنيابة هشّة ولولا شخص الرئيس بري لتحوّل المجلس كالحكومة كومة فاشلين في الحياة جاءت بهم أحزاب الطوائف ومنحت عبوديتهم رتبة نائب ووزير .
يدّعي هذا الحزب أو هذا الحلف قوّة وبسطة في الجسم والعلم وهذا ما دفعه الى أن يمارس سياسة الوصاية على اللبنانيين بأن حدّد لهم سلفاً الرؤساء والوزراء والنواب ممن لا علاقة لهم بأيّ فن من هذه الفنون بالقدر الذي يجيدون فيه وجوب االطاعة التي أو صلتهم وكلاء بلا وكالة عن الناس وزيادة في الإفراط يوهن ويخون ويُكفر هذا الحزب الحزب الآخر الذي يشبهه في كل شيء وساعة يريد ينظفه من أوساخه ويجعل منه شريكاً وطنياً بمواصفات "الإيزو" ويختم على قفاه بختم الميثاقية ويؤهله كيّ يكون محاصصاً في الحصص الخدماتية دون تجاوز لذلك ويرضى هذا الحزب المُنظف بغسالة الحاكم والمؤلف من مجموعات وشخصيات سياسية جائعة وخائفة بأيّ فتات لأن المهم عنده إرضاء الحزب الذي اصطفاه شريكاً في أكل السلطة .
إقرأ أيضا : أين الثلاثي المرح جنبلاط جعجع الحريري؟
عيب هذا الحزب أنّه رخّص من سعره وبدا رخيصاً وبأبخس الأثمان حتى أنّه لولا ضروررات الحزب الحاكم لما وجد من يشتريه حتى في الأسواق الوضيعة وتكمن مشكلة الحزب القوي أنّه يتعنتر ولا يجد داخلياً من يرد على عنترته ويبقى متمسكاً بشروطه المميتة حتى تمّ الخراب الكامل للبصرة كونه لا يستطيع إدارة البلاد ولم تستقم له أيّ حكومة سواء الحكومات التي ميّزها بلونه الواحد أو تلك التي اختار فيها ضرورة المشاركة لخصوم صغار من ماركة فاقدة للصلاحيات وهم يرضون لرضاه وهو لا يجيد سوى الخطابات والمواقف ذات النبرة العالية دون أيّ مساهمة تُذكر في مدواة المرض الغضال بحيث أوصلت حكوماته المتعاقبة لبنان الى نهاية دوره وموقعه وأوصل اللبنانيين الى ما دون خط الفقر المدقع في ظل فسادين سياسي ومالي قلّ قرينهما في أشباه دول إفريقية وهذا ما جعل لبنان يتربع على عرش الدول الففيرة والفاسدة وهذا ما جعل دول العالم تحتقر سياسي لبنان وتنال منهم بطعن أخلاقي ولكثرة ما سمعوا من ذُل عالمي باتوا متتمسحين لا تهز وبرة قرعتهم كلمة تخدش سمعتهم الشخصية .
تكمن القوّة في الأفعال ولا تكمن القوّة في الأقوال وهذا ما يعيب حزب القوّة الذي يخوض أمّ معاركه من أجل صفقة وحصة ومكاسب شخصية وهو مستقيل من أيّ مسؤولية إقتصادية بحيث لا يستطيع تأمين الماء ولا الكهرباء ولا المازوت ولا يستطيع التحكم بتحديد سعر صرف الدولار إمّا لإستفادته المباشرة وإمّا لعجزه حتى أنّه لا يستطيع تحديد سعر السلع الأساسية ويترك للتجار شطارتهم الخبيثة في ذلك وهو يطرح طروحات تحاكي المجهول فيطالب بالذهاب شرقاً ولا يتقدم خطوة في ذلك ونحن مع الذهاب المتعدّد الجهات فليذهب وهو من معه للإتيان بالصيني وبالروسي الذي يقبض ولا يدفع وبالإيراني فكل الطرقات مفتوحة أمام سلطتكم التي أغرقت أميركا وأوروبا ومن قبل الغدة السرطانية في البحر المجهول .