لاتزال الغيوم تخيم فوق بيروت نتيجة الانفجار الزلزال الذي هز لبنان من الناقورة الى النهر الكبير الانفجار الغريب في الحجم والشكل ،بظل احاديث وروايات وسيناريوهات مختلفة تحاول الاجابة عن الحادث بظل غياب المعلومة الرسمية لدى المعنيين في لبنان مما احدث صدمة كبيرة لدى الناس وخاصة المصابين الذي انتظروا من الدولة واجهزتها كافة المعلومات بغض النظر عن مأساتها وتفاصيلها لجهة التفجير وامكانية احتمالاته المتعددة .
لقد كشفت مواقع إخبارية روسية تفاصيل عن السفينة "روسوس" التي نقلت شحنة "نترات الأمونيوم" إلى مرفأ بيروت خريف 2013، وظلّت فيه إلى أن انفجرت، في 4 اب ، مسبِّبة بذلك تحويل العاصمة اللبنانية إلى مدينة منكوبة، ومقتل أكثر من مئة شخص وجرح الآلاف.
فإنّ مالك السفينة يدعى" إيغور غريتشوشكين"، ويتحدر من مدينة خاباروفسك في أقصى شرق روسيا، ويعيش حاليا في قبرص الذي تخلى عنها بعد منعها من مغادرة بيروت . لقد تبين فيما بعد بان صاحب السفينة لا يملك مالاً لدفع رسوم عبور قناة السويس، باختصار، تخلّى عن السفينة والشحنة في مرفأ بيروت، وبقي 4 بحارة من دون رواتب لمدة 11 شهراً، وفقط عبر المحكمة استطاعوا العودة إلى بيوتهم".
ويشير القبطان "باريس بروكوشيف" بانه كان يعيش في مدينة اوديسا و قد عمل لتولي المهمة ونقل الى احد المرافئ في تركيا وصلت اليها عن طريق سفينة ركاب حيث تم تبديل الفريق العامل لنعرف لاحقا لعدم تسديد الاجور ، وتم تسلمنا لها مجددا ، انطلقنا من تركيا اليونان وفي الطريق علمنا بانه يجب ان ندخل الى مرفأ بيروت لنأخذ حملة اضافية على متن السفينة من اجل الحصول على ميزانية اعلى ووقعنا في الفخ وعلمنا بان الحمولة لا يمكن تحميلها لان السفينة لا تتحمل وحاولنا الخروج الى قبرص بحسب تعليمات صاحب السفينة الذي يعيش في قبرص وهو يتدبر الامر .
وفي بيروت لم يسمح للطاقم بمغادرة السفينة لعدم تسديد الرسوم المطلوبة ، وعاشوا على حساب المرفأ ورفضوا المعنيين تفريغها، حذّر طاقم البحارة من الروس والأوكرانيين محتجزي السفينة بانها قنبلة عائمة نظراً لوجود كميات ضخمة من المواد القابلة للتفجير.
يشير القبطان في مقابلة حصرية مع تلفزيون العربي بالقول انه كان يرى كيف يتم تفريغ سفن النترات في المرفأ وعند السؤال لماذا لا تفرغون حمولتنا ، فكان الجواب مرعب بانه لا يمكن تفريغ الحمولات التي اقل من حمولتكم ولكن حمولتكم خطرة تحمل مواد تستخدم في المتفجرات" .
في المقابل يؤكد القبطان بان السلطات كانت على علم بما تحتويه الباخرة القادمة الى عاصمتها . وان غرفة القيادة، لا يسمح للطاقم بفتحها. وكشف بان الحمولة هي "نترات الأمونيوم" بعد تفريغ الشحنة في بيروت.
وفي موقع سيبيريا اورغ الالكتروني في 5 اب 2020 في مقابلة معه يقول الكابتن كنت اكتب للرئيس بوتين اثناء وجوده في مرفأ بيروت ماذا تحمل السفينة من مواد خطرة ، لكن لم نأخذ أي جواب ولكن وصلتنا من السفارة رسالة من مكتب الرئيس بوتين تقول بانهم يعملون على اطلاق سراحكم .عشنا اسوا ايام الاسر في هذه السفينة لا يوجد اموال ولكن المرفأ كان يتدبر الامر واخيراً بعنا مخزون وقود السفينة ووكلنا شركة محاماة وكان الوكيل ابن غازي زعيتر وزير الاشغال والنقل المحامي المكلف للدفاع عن السفينة وتم اخلاء المجموعة ، دون الحصول على اتعابنا . لكن السفينة بقيت تغرق في قاع البحر و لم تعنى السلطات اللبنانية ببيعها حتى للخردة.
فالسؤال المحير الذي طرحه القبطان السفينة التي نقلت شحنة نترات الامونيوم ، وهو لماذا لم يسال اصحاب الشحنة 2750 طن عن بضاعتهم ، اذا كانوا دفعوا ثمنها مليون دولار لنقلها من باتومي عاصمة اقليم اجاريا البحري ( جورجيا ) الى موزانبيق.وتوقفت في مرفأ بيروت، في سبتمبر/ أيلول 2013، بسبب عطل فني.
فهل كانت الوجهة المقصودة هي بيروت ولم تخاف السلطة اللبنانية على متابعة سير السفينة لخطورتها البيئة ، وعدم التخوف من افراغها في المرفأ المتقد بالحركة والقريب من السكن .
ووفقا لكل الحادثة التي يرويها القبطان في المواقع الالكترونية والمقابلات التلفزيونية لم يتأكد بان الشحنة جاءت الى بيروت من باتومي بل كل اخفاء للمصدر الحقيقي وهو السوق السوداء الروسية التي تدل عملية الانتقال بانه للتمويه وروسيا هي المسؤولة عن هذه الشحنة التي طار مصدرها وكأنها اتت الى لبيروت لتمارس مهامها الموكلة اليها .
فالاستنتاج يدل على ان عمل مافيا تدعم مافيا وهذا ما تشتهر به روسيا لذلك كل المعلومات كانت تخفي نقطة انطلاق الشحنة والبلد المصدر لها .
لكن المهم هو ما ادلى به خبير التفجيرات الروسي العقيد "فيكتور موراخوفسكي"، ومحرر صحيفة الاحتياط القومي في روسيا بانه بالتأكيد تم سرقة معظم كميات نترات الامونيوم على مدى 6 سنوات لان الانفجار 2750 طن كان سيؤدي حتما الى ازالة بيروت عن الخارطة فهذا الانفجار تراوحت فيه كمية النترات من 300 الى 400 طن والباقي سرق الذي تطابق مع كل خبراء التفجيرات بالعالم .
بالوقت الذي يشير الخبراء بان هذه العملية هي عملية تفجير اصطناعية جوية او محلية طبيعة النترات التي لا تنفجر ولا تحترق بل يجب أن تخلط هذه المواد بمواد اخرى تؤدي الى التفجير .
اذا التحقيق الدولي بات ضروري نظرا لان الجريمة سياسية قبل ان تكون قانونية وربما ترتبط بقانون قيصر اذا توقفنا امام مسالتين مهمتين:
-هل كانت الكمية الباقية من النترات تستخدم في قتل السورين من خلال البراميل المتفجرة ،
- او ربط هذه الكمية من النترات في بيروت بالشحنات التي تم الكشف عنها دوليا وربطها بحزب الله نسبة الى الجهات الخارجية التي اعلنت بانها اكتشفت وجود نترات الامونيوم واعتقال خلية للحزب في كل من ( قبرص 2012-2015بوليفيا 2017 والمانيا 2020 ).
لذلك يصر اللبنانيين ومعهم الكثير على التحقيق الدولي بسبب تورط هذه الطبقة واجهزتها القانونية والامنية بالإهمال والتغطية عن ما كان يحدث في المرفأ عامة وخاصة في عنبر رقم 12.
من هنا يأتي اصرار اللبنانيين على التحقيق المحلي يترافق مع اصرار روسي عبر عنه السفير الروسي في بيروت "الكسندر زاسبكين" اثناء تواجده في المشفى الميداني الروسي في بيروت بان روسيا ترفض التحقيق الدولي بالتفجير ورفضها بالمطلق للتحقيق الدولي وفي المقابل كانت فرق الانقاذ الروسية المسموح لها فقط و تعمل جاهدة في المرفأ عنوة عن باقي الفرق ، فالسؤال يدور، عن ماذا كانت روسيا تبحث في المرفأ فهل كانت تمسح اثار الجريمة وتغطي الحليف الإسرائيلي، وعدم ترك اثار او ادلة في مكان الحادث لإدانة العدو الصهيوني او لكونها تعرف جيدا بانها مصدر شحنة النترات.
ومن هنا كان غريب عدم الاشارة اللبنانية لا يوجد مؤشرات لعمل تخريبي اسرائيلية او فرضية ضربة من صاروخية جوية .