إنشغلت الأوساط الإعلامية والسياسية المحلية بشكل اللقاء الذي عقد في قصر الصنوبر بدعوة من الرئيس الفرنسي خلال زياته الأخيرة إلى لبنان والذي ضمّ رؤساء الأحزاب اللبنانية وممثلين عن الكتل النيابية وبعض الزعامات الطائفية، وقد نظر بعض المراقبين إلى أهمية اللقاء بمشاركة النائب محمد رعد ممثلا عن حزب الله من جهة وممثلا عن الطائفة الشيعية من جهة ثانية، فيما تمثّل الرئيس نبيه بري بالنائب ابراهيم عازار بالرغم مما يمثله الرئيس بري على المستوى الشيعي في لبنان.
فسّر بعض المراقبين هذه الخطوة من الرئيس بري تفويضه حزب الله كممثل عن الشيعة بالنظر إلى كون الحزب معني بشكل أساسي في هذا الإجتماع، واعتبر المراقبون هذه الخطوة بأنها خطوة إيجابية وتنم عن مسؤولية عالية يتحلى بها الرئيس بري حيث اختصر المشهد الشيعي بحزب الله بمبادرة طيبة من شأنها أن تفسح المجال للحزب مباشرة لقراءة الواقع وتحسس المسؤوليات لا سيما أن خطوة الرئيس الفرنسي كانت كما بات معلوما وواضحا هي خطوة تأسيسية على مستوى تغيير الوضع القائم في لبنان كما هي أيضا على صلة كبيرة بالأحداث والتطورات التي يعتبر حزب الله جزءا أساسيا منها، بل هو يملك المفتاح لإخراج لبنان من عنق الزجاجة بعدما شهدناه من حصار سياسي واقتصادي غير مسبوق.
إقرأ أيضا : والفرصة متاحة لحزب الله أيضا!!
جاءت خطوة الرئيس بري لتؤكد من جديد قدرته على قراءة التفاصيل وخبرته في تذليل العقبات وهو مشهود له منذ توليه رئاسة المجلس النيابي بحنكته السياسية في حل النزاعات وربطها عندما تدعو الحاجة.
وقد أكد الرئيس بري أيضا بهذه الخطوة عمق التحالف الاسراتيجي بينه وبين حزب الله، وفي هذا السياق وضع الرئيس بري حزب الله ممثلا للشيعة على طاولة ماكرون ليؤكد أن القرار الأول والأخير هو قرار المقاومة، المقاومة التي كان الرئيس بري أحد أعمدتها منذ عقود.
لا شك أن طاولة هذا اللقاء خرجت بمستوى عال من الايجابية واستطاعت كسر حاجز الفوضى السياسية في البلاد لتبدا مرحلة جديدة بات الجميع ينظر إليها كبارقة أمل وقد جاءت كلمة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله لتؤكد المسار الإيجابي الذي يطمح إليه جميع اللبنانيين لتجاوز هذه الازمة.