هذا هو لبنان ، اذ لا يكفي ان يهزم احدهم.. كي يكمل الاخر .. انتصاره ... وهكذا كان ... سقط المشروع الارتوذوكسي ، ولم تنفع توسلات العماد ميشال عون ، المعلنة ، وغير المعلنة ، في ثني
القوى المسيحية الاخرى ، وتحديدا القوات اللبنانية ، عن المضي في المشروع المختلط لقانون الانتخاب ، واعتناق المشروع الارتوذوكسي ، حتى ان حزب الكتائب الذي اعلن رفضه المشروع المختلط فيما بعد .. لم يرفضه بالمطلق ، مشيرا بلسان النائب سامي الجميل الى بعض التحفظات عليه فقط . كذلك لم يجد قطع حبل العداء بين الرابية ومعراب ، والذي تمثل بزيارة ً المفاجئة العجيبة ً التي قام بها صهر العماد ، بمعية عراب المشروع الارتوذوكسي الرئيس ايلي الفرزلي ، اوائل هذا الشهر الى حصن الحكيم في أعالي حريصا ، في جعل الاخير ينفك عن تحالفه مع التيار الأزرق - ولو في الموضوع الانتخابي فقط - فكانت خيبة امل صباحية صادمة لعون ، لا يحسد عليها أبدا ، جعلت من شرارات عصبيته ، ظاهرة جداً - كما العادة - خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده في مجلس النواب ، مخونا القوات دون ان يسميها ، ومتهما إياها بالتفريط بحقوق المسيحيين .
وكانت البلاد قد عاشت خلال الساعات القليلة الماضية ، سباقا محموما ، بين القانون الارتوذوكسي والقانون المختلط ، ترجم بمشاورات واتصالات ولقاءات مكثفة ، تنقلت بين بيت الوسط والصيفي ومعراب ، وواكبها لحظة بلحظة الرئيس سعد الحريري من جدة ، مع رئيس القوات سمير جعجع من جهة ، ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي من جهة اخرى .
وأخذت أصداء التوصل الى اتفاق بالتوالي منذ بعيد منتصف الليل ، ممهورا بتواقيع المستقبل والقوات والاشتراكي ، لينضم اليهم المستقلون فيما بعد .. فقط الكتائب - كما اسلفنا - أبدت تحفظا على تقسيم بعض الدوائر وخصوصا ًبعبدا - عاليه ً الذي جاء ًمقصقصا على القياس ً كما قال النائب ايلي ماروني ، ولارضاء رئيس جبهة النضال الوطني وليد جنبلاط .
والحق يقال ، كما تفيد الأوساط المطلعة ان الرئيس سعد الحريري ، قدم تنازلات قاسية لحلفائه
المسيحيين ، فلعب النائب احمد فتفت دور المكوك ، حيث طار الى جدة ليلتقي الحريري ، وليعود باللمسات الاخيرة على المشروع التي كانت تدور في حلقة نقاش بين كل الأطراف ، وفي المقابل كان العماد عون يسعى جاهدا الى خنق هذا الاتفاق قبل ان يولد ، بإرسال الوزير جبران باسيل
تارة الى معراب ، وتارة اخرى الى بكفيا ...
غير ان مطرقة رئيس مجلس النواب نبيه بري ، قطعت الطريق على هذا وذاك ، فلم تعقد الجلسة النيابية العامة التي كانت منتظرة اليوم ، لمناقشة المشروع الارتوذوكسي ، البند الوحيد على جدول أعمالها ، لانه خسر النصاب المطلوب بفقدان اصوات القوات، فيا يستعد اصحاب المشروع المختلط ، لتقديم اقتراح قانون يحمل صفة المعجل المكرر ، كي يدرجه رئيس المجلس على جدول اعمال اول جلسة نيابية عامة تعقد . كما ان الرئيس بري ضرب لنا موعدا جديدا لجلسة اخرى
بعد غد الجمعة ، إفساحا في المجال امام لجنة التواصل النيابي حول قانون الانتخاب - التي
استدعاها بري - لعقد اجتماعات ماراتونية اليوم وغدا ، بهدف مناقشة ًسيد ًساحة النجمة حتى الان ... القانون المختلط .
هذا هو لبنان ...
هذا هو لبنان ...نهلة صفا
NewLebanon
مصدر:
خاص موقع لبنان الجديد
|
عدد القراء:
326
عناوين أخرى للكاتب
مقالات ذات صلة
ديوان المحاسبة بين الإسم والفعل ( ٨ ) سفارة لبنان في...
الشاعر محمد علي شمس الدين يترجل عن صهوة الحياة الى دار...
ديوان المحاسبة بين الإسم والفعل (7) سفارة لبنان في...
ديوان المحاسبة بين الإسم والفعل (6) سفارة لبنان في المانيا...
65% من المعلومات المضللة عن لقاحات كوفيد-19 نشرها 12...
لبنان: المزيد من حالات وارتفاع نسبة...
ارسل تعليقك على هذا المقال
إن المقال يعبر عن رأي كاتبه وليس بـالضرورة سياسة الموقع
© 2018 All Rights Reserved |
Powered & Designed By Asmar Pro