في وسط الركام والمآسي والضحايا الذين يُعدون بالمئات والمصابين بالآلاف والمفقودين بالعشرات والمُشرّدين بعشرات الآلاف والمفجوعين والمذهولين والمصدومين بمئات الآلاف، ظهر منشورٌ منسوبٌ للتيار الوطني الحر، يُحذّر فيه من التمادي بالمساس بمقام رئيس الجمهورية، هذا " المقام" الذي أصبح مسخرة ومهزلة ومدعاةً للخزي والعار، يحتل اليوم هذا المقام رجلٌ ذو تاريخٍ عسكري حافل، لا مجال لتقييمه الآن، كان يجب أن يمضي إلى منزله منذ أربعة أعوام ليقضي ما تبقّى له من عُمر في هدوءٍ وسلام، إذ به يسعى ليتحالف مع حزب الله( حامل السلاح غير الشرعي) ليحمله إلى سدّة الرئاسة الأولى، في حين كان من منفاهُ في باريس، وقبل عودته لعقد تحالف مارمخايل مع حزب الله، يُطالب بسحب كلّ سلاح غير شرعي، ويُحذّر من المخاطر التي تحملها " ولاية الفقيه" للبنان، إذ به ينقلب على كلّ ذلك ويُغطّي سلاح المقاومة والممانعة ومشاريعها الحربية في المنطقة العربية والخليج، وكل ذلك سعياً وراء هذا " المقام الرفيع".
إقرأ أيضا : إنفجار مرفأ بيروت..مُجرمون يحتفظون بمناصبهم وحُكّامٌ في مقاعدهم
فعلاً، هؤلاء العونيين هم إمّا أغبياء أو خَوَنة، أو النّعتين معاً، لم يشهدوا حسني مبارك في قفص الاتهام، ولا عمر البشير مُكبّلاً في زنزانة، ولا معمر القذافي مقتولاً في الشارع، ولا أعوان بوتفليقة في السجون، ولا زين العابدين هارباً في ليلةٍ ليلاء، ولا علي عبدالله صالح مُضرّجاً بدمائه، ولا صدام حسين مُعلّقاً على مشنقة، ألا فاحمدوا ربّكم أنّه ما زال الرئيس ميشال عون مُحاطاً بحاشيته وعائلته وحُرّاسه في قصر بعبدا، ورئيس حكومته حسان دياب ما زال ينعم بخيرات السراي الحكومي، ورئيس مجلس النواب يرقد هانئاً بجانب زوجته " المليارديريّة" في قصر عين التينة، وما زال جبران باسيل رئيس تكتُّل لبنان القوي( انتبهوا جيّداً للقوي) في قصره ومُنتجعه في اللقلوق، أمّا ساعة الحساب فقد اقتربت، وسيرى الذين ظلموا أيَّ مُنقلبٍ ينقلبون، والعاقبةُ للمُتّقين.