حذّر باحثون من كلية لندن الجامعية، ومدرسة لندن لحفظ الصحة وطب المناطق الحارة، من أن العالم مهدد بموجة ثانية من فيروس كورونا المستجد، أقوى بنحو مرتين من الموجة الأولى، ما لم يتم وضع استراتيجية عزل محكمة مع عودة الطلاب إلى المدارس.
وأشار الباحثون إلى أن إعادة فتح المدارس في أيلول المقبل، والعودة إلى العمل، وزيادة التواصل الاجتماعي، يمكن أن يؤدي إلى موجة أكثر شراسة من الفيروس التاجي.
ورجح الباحثون أن تبلغ الموجة الثانية، ذروتها في كانون الأول من عام 2020، وفي أسوأ الاحتمالات ستكون الموجة الثانية أعلى بنسبة بأكثر من مرتين من الموجة الأولى.
وقالت الدراسة التي نشرت في دورية "لانسيت" لصحة الأطفال والمراهقين: "نتنبأ بأنه في ظل غياب تغطية واسعة النطاق تستند إلى الفحص والتعقب والعزل، فإن إعادة فتح المدارس، إلى جانب إعادة فتح المجتمع، قد تسفر في جميع السيناريوهات، عن موجة ثانية من كوفيد-19".
وأضافت: "نتائج النموذج الذي وضعناه تشير إلى أن الفتح الكامل للمدارس في أيلول 2020 دون استراتيجية فعالة للفحص والتعقب والعزل، سيسفر عن ارتفاع معدل انتشار العدوى وموجة ثانية من الإصابات تبلغ ذروتها في كانون الأول 2020، وتكون أقوى مرتين أو 2.3 مرة من الموجة الأولى لكوفيد-19".
وتفترض الدراسة أن 70 في المئة من الأهالي سيعودون إلى مواقع العمل، مع عود
ة أبنائهم للمدارس، وستصل نسبة الاختلاط الاجتماعي إلى 90 في المئة.
لكن الباحثين قالوا إنه من الممكن تجنب موجة وبائية كارثية، إذا تم تشخيص أعداد كافية من الحالات، وتعقب اتصالهم بالأشخاص الآخرين، وعزلهم على الفور.
وخلص الباحثون إلى أن الموجة الثانية يمكن تجنبها إذ جرى الوصول إلى 75 بالمئة ممن ظهرت عليهم أعراض المرض وفحصهم، وتعقب 68 بالمئة من مخالطيهم، أو إذا جرى الوصول إلى 87 بالمئة من المصابين الذين ظهرت عليهم الأعراض وفحص 40 بالمئة من مخالطيهم.
ورداً على هذه الدراسة، قال وزير الإسكان البريطاني سيمون كلارك، لقناة سكاي نيوز، إن تعطيل الدراسة في بريطانيا "أمر غير مطروح"، واعترف بأن على الحكومة البريطانية أن "تبذل المزيد من الجهد" للحفاظ على التقدم الذي حققته حتى الآن.
وكانت الحكومة البريطانية قد واجهت انتقادات متزايدة بأن قرار الإغلاق تأخر طويلا، مما أدى لوفاة 50 ألف شخص.