بعدر مرور عدة أشهر، يبدو انه لم يعد أمامنا سوى التكيف مع وباء كورونا، ومحاولة مكافحته عبر الوسائل التي باتت تشكل قواعد عامة متعارفاً عليها كالكمامة، وربما النظارات، والتباعد الاجتماعي وغسل اليدين.
فبعدما رجّحت منظمة الصحة العالمية، أن تكون "جائحة كورونا طويلة الأمد"، وذلك خلال اجتماع عقدته قبل يومين لتقييم الأوضاع الصحية بعد ستة أشهر من إعلان الفيروس المستجد وباء عالمياً، بات أمام الناس حول العالم خيارات ضئيلة، يتقدمها مسألة الكمامة وضرورة ارتدائها، إلى جانب انتظار اللقاح الذي من المتوقع أن يبصر النور أوائل السنة المقبلة.
وبينما حذّرت المنظمة الأممية من "مخاطر التراخي في وجه الوباء تحت وطأة الضغوط الاجتماعية والاقتصادية"، أظهرت دراسة حديثة خطورة وضع "الجيش الأبيض".
الجيش الأبيض والوباء
إذ أظهرت الدراسة التي نشرت، أمس السبت، أن المعالجين كانوا يواجهون في نيسان خطرا أعلى بأكثر من ثلاث مرات للإصابة بكوفيد-19 مقارنة مع سائر السكان، محذرة من خطورة أكبر تطاول الطواقم العلاجية المتحدرة من الأقليات الإتنية.
وحللت الدراسة التي نشرت نتائجها مجلة "ذي لانست" بيانات أدخلها مستخدمون في تطبيق مخصص لمرضى كوفيد-19 عبر هواتفهم الذكية بين 24 آذار و23 نيسان ، في بريطانيا والولايات المتحدة. وقارن معدو الدراسة مخاطر الإصابة بالعدوى بين المعالجين الذين يحتكون مباشرة مع المرضى وباقي المستخدمين.
وكان عدد الإصابات المؤكدة بهذا المرض 2747 لكل مئة ألف معالج كانوا يستخدمون التطبيق، في مقابل 242 مصابا لكل مئة ألف مستخدم من باقي الفئات السكانية.
ومع أخذ الفروق في إمكان إجراء فحوص لدى المعالجين وباقي السكان في الاعتبار، خلص معدو الدراسة إلى أن "المعالجين يواجهون خطرا أعلى بـ3,4 مرات للإصابة بكوفيد-19".
خطر أعلى بخمس مرات
إلى ذلك، أوضح معدو الدراسة أن الخطر يكون أعلى بخمس مرات لدى المعالجين الذين يقولون إنهم "من أفراد الأقليات الاتنية، السود أو الآسيويون"، حتى مع مراعاة السوابق الطبية.
وفي هذا السياق، قالت إريكا وورنر من كلية الطب في هارفرد ومستشفى ماساتشوستس العام إن "نتائجنا تؤكد الفروق البنيوية في مواجهة كوفيد. لقد كان المعالجون المتحدرون من الأقليات أكثر عرضة للعمل في أوساط طبية أكثر خطورة مع مصابين مثبتين أو محتملين بكوفيد، كما كانوا يتمتعون بنفاذ أقل إلى معدات الحماية المطلوبة".
كذلك فإن عدم المساواة في فرص الحصول على الكمامات والقفازات ومعدات الوقاية الأخرى يشكل كما هو متوقع عاملا أساسيا يفاقم خطر الإصابة.
يشار إلى أن حوالي 2,6 مليون مستخدم في بريطانيا و182 ألفا و408 مستخدمين في الولايات المتحدة شاركوا في تلك الدراسة عند بدئها.
ومع التغاضي عن الأشخاص الذين استخدموا التطبيق لفترة تقل عن 24 ساعة وأولئك الذين ثبتت إصابتهم بالفيروس مسبقا، بلغ عدد المشتركين في الدراسة 2,1 مليون بينهم 99795 عرّفوا عن أنفسهم بأنهم معالجون على تماس مباشر مع المرضى.