وكأنّ سدّ بسري( سدّ الوزير السابق جبران باسيل ) هو سدّ " النهضة" العظيم الذي تنوي إثيوبيا بناءهُ على مجاري نهر النيل، حتى ينتهز المفتي الجعفري الشيخ أحمد قبلان فرصة خطبة عيد الاضحى المبارك ليُعلن تأييده استكمال بناء سدّ بسري الذي سيروي عطش سكان بيروت وضواحيها حسب الوعد الباسيلي( الذي أصبح أشهر من مواعيد عرقوب في تأمين المياه والكهرباء)، ويحارُ اللّبيبُ قبل الغافل في جدوى إقحام موضوع بناء هذا السد في خطبة دينية، وهو موضوع إشكالي وخطير، اللّهمّ سوى خدمة الثنائية الشيعية التي انبرى نُوابها قبل أيام لتأييد بناء السد، ودعم بُناته الذين " تتحلّب" أفواههم على العمولات والمحاصصات التي سيجنونها من إكمال بنائه، ونكاد أن نجزم بأنّه لا يوجد شيعي واحد على قدرٍ كافٍ من الوعي والإدراك والإطلاع على تراث المسلمين أولاً، وتراث الشيعة ثانياً، بدءاً من الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه، الذي خاصم ابن عمّه عبدالله بن عباس( واليه على البصرة) لأخذه بعض المال من بيت مال المسلمين، إلى ولده الحسن بن علي الذي ترك الدنيا وحُطامها لمعاوية بن أبي سفيان، طلباً لحقن الدماء ونبذ الأحقاد والضغائن، إلى ولده الحسين بن علي الذي خرج في طلب الإصلاح في أُمّة جدٍه ( حسب تعبيره)، لا أشراً ولا بطراً، وذلك لإجماع المسلمين على فسق الخليفة يزيد بن معاوية بن أبى سفيان( وفق ما ذكرهُ العلّامة الحيادي إبن خلدون)، إلى قافلة الأئمة " الروحيين" من علي زين العابدين إلى محمد الباقر إلى جعفر الصادق حتى الإمام الثاني عشر، نقول: لا يمكن لهذا الشيعي أن ينزلق إلى تأييد مشاريع الوزير جبران باسيل، سواء في الكهرباء أو السدود المائية، أو التسعير
إقرأ أيضا : نُواب الثنائية الشيعية في خدمة سدود باسيل الفاسدة
الطائفي، الذي يحرم مواطنين( مسلمين ومسيحيين) من التوظيف بحُجّة فقدان التوازن الطائفي، في حين هو يحشد أزلامه( مع شركائه في المحاصصات الطائفية) ومُناصريه في الإدارة العامة والمصالح المشتركة والمؤسسات الأمنية.
يا سماحة المفتي: مثل جمهور الشيعة من الفقراء والمحتاجين والمحرومين( هؤلاء غير محرومي الأستاذ نبيه بري) معكم كمثل سليمان بن عبد الملك، الذي كان على مذهب هبنّقة( أحد أشهر حمقى العرب) الذي كان يُحسنُ إلى السِّمان من إبله ويدعُ المهازيل ويقول: إنّما أُكرمُ من أكرمه الله، وأُهينُ من أهانهُ الله، وكذلك كان سليمان بن عبدالملك يُعطي الأغنياء ولا يعطي الفقراء ويقول: أُصلحُ ما أصلح الله وأُفسدُ ما أفسد الله.