تداول مستخدمون عبر وسائل التواصل بشكل واسع صورة لأخذ عينة للفحص، عن طريق مسحة داخل الأنف، مصحوبة بمزاعم بأن العينة تؤخذ من نقطة عند الحاجز الدموي الدماغي، ما يمكن أن يؤدي إلى إتلاف الدماغ.

لكن الخبراء يعتبرون أنّ الفكرة التي مفادها أن بالإمكان الوصول إلى الحاجز الدموي الدماغي عبر الأنف تنم عن سوء فهم تام لماهية الفحص وكيفيته.

 

وبحسب تقرير نشرته قناة "بي بي سي"، هناك أكثر من طبقة لوقاية الدماغ، أولها وأكثرها وضوحا هي الجمجمة، وبداخلها يغلف الدماغ غشاء واق وسائل.

 


وداخل الأوعية الدموية المبطنة للدماغ، يوجد الحاجز الدموي الدماغي، وهو عبارة عن طبقة مكتظة على نحو مُحكم بالخلايا، تحول دون وصول جزيئات يحملها الدم إلى الدماغ، بينما تسمح بمرور أشياء كالأكسجين والمغذيات.
ووفقاً للتقرير، سيكون على الأداة الرفيعة التي تدخل عبر الأنف لأخذ العينة أن تخترق أكثر من طبقة من الأنسجة، وأن تحفر عبر العظم وداخل الأوعية الدموية حتى تصل إلى الحاجز الدموي الدماغي.
وتوضح الطبيبة ليز كولتهارد، وهي عضو لجنة برابطة علم الأعصاب البريطانية، أنه "لا يمكن أن تصل الأداة الرفيعة التي تأخذ العينة إلى الحاجز الدموي الدماغي بدون قوة تخترق أكثر من طبقة من الأنسجة والعظم. لم نلاحظ أي تعقيدات أو مضاعفات جراء أخذ العينات أثناء عملنا في قسم الأعصاب".

 


ويقوم هذا الفحص على أخذ عينة من البلعوم الأنفي، في نهاية الممر الأنفي، للتحقق من إصابة الشخص بفيروس كورونا، وهو واحد من عدة أساليب مستخدمة لأخذ عينة عن طريق المسح.
ويقول الطبيب توم وينغفيلد من كلية ليفربول لطب المناطق الحارة، "أخذت عينات من العديد من المرضى أثناء عملي في المستشفى وكذلك أقوم بأخذ عينات من نفسي أسبوعيا كمتطوع في إحدى التجارب. من غير الطبيعي أن تُدخل شيئا في الأنف بهذا العمق، وهو ما يجعلك ترغب بحك المنطقة، لكنه ليس أمرا مؤلما".