أولاً: الرئيس حسان دياب.
الرئيس دياب يفتخر علناً بأنّه قام خلال مائة يوم بإنجاز ما يصل إلى 97% ممّا وعد به وتضمّنهُ بيان حكومته الوزاري، ولم يبق أمامه سوى النّزر اليسير ليبلُغ الكمال الذي بلغتهُ رئيسة وزراء نيوزيلندا السيدة جاسيندا أردرين، التي قبلت التّحدّي بعرض إنجازات وزارتها التي لا تُحصى، وذلك خلال دقيقتين فقط: ٩٢ ألف وظيفة جديدة، ٢٢٠٠ وحدة سكنية، تغطية تكاليف ثلاثين ألف تلميذ جديد، دعم برامج مكافحة المخدرات، دعم التعليم المُبكّر، العناية بمرضى السرطان، زيادة الحدّ الأدنى للأجور، دعم المواصلات العامة، دفع فواتير الكهرباء لأكثر من مليون مشترك، إيواء المشرّدين، زيادة عديد الشرطة... مع مزيدٍ من الإنجازات بحيث احتاجت إلى تخطّي الدقيقتين بحوالي خمسين ثانية.
أمّا رئيس وزراء لبنان الدكتور حسان دياب الذي لم تكد تمضي أيامٌ معدودات على التّبجّح بالإدعاء بتحقيق الإنجازات الضخمة، حتى انهارت الليرة اللبنانية أمام الدولار الأمريكي، وغرقت البلاد في ظلامٍ دامس، وفُقدت مادة المازوت المدعومة لتُهرّب من قِبل المافيات إلى سوريا، وارتفعت أسعار المواد الإستهلاكية ارتفاعاً كبيراً بحيث تساوى معظم اللبنانيين في الفقر والبطالة والجوع والحرمان والإذلال، وجاءنا دولة الرئيس بخبرٍ جديدٍ قديم، لأنّه موروث من سلفه في التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل، الذي كلما أخفق في تنفيذ وعوده، وفشل في تحقيقها كان يقول: ما خلّونا نشتغل، ودياب حاول " الشحاذة" من بعض دول الخليج، وعندما باء بالخيبة، قالها علناً: ما خلّونا نشحذ.
إقرأ أيضا : شتّان بين البطريرك الراحل صفير والبطريرك المُقيم الراعي.
ثانياً: الرئيس نبيه بري.
آخر إبداعات رئيس مجلس النواب نبيه بري وإفضاله على اللبنانيين، تجشُّم عناء الانتقال إلى قصر بعبدا لمنع إقالة حاكم مصرف لبنان المركزي السيد رياض سلامة، وخرج يومها إلى اللبنانيين واعداً جازماً بأنّه اتّفق مع فخامة الرئيس عون ودولة الرئيس دياب على تثبيت سعر صرف الليرة اللبنانية أمام الدولار الأمريكي ب٣٢٠٠ ليرة لبنانية فقط لا غير، وذلك بدءاً من اليوم( وكان يوم جمعة) أو يوم الإثنين القادم، ولم تمضِ أيامٌ معدودات حتى واصل الدولار صعوده المُخيف حتى لامس التسعة آلاف ليرة لبنانية، يا دولة الرئيس: كان زياد بن أبيه قد قال في خطبته الشهيرة التي وُصفت بالبتراء( لم يحمد الله في مطلعها): إنّ كذبة الأمير بلْقاء مشهورة، فإذا تعلّقتُم عليَّ بكِذبةٍ فقد حلّت لكم معصيتي، فإذا سمِعتموها منّي فاغتمزوها فيَّ ( اغتمز: استضعف).
ثالثاً: الرئيس ميشال عون.
ما زال الرئيس " القوي" يُردّد أمام زُوّاره وسامعيه بأنّ شؤون البلد ستتحسّن يوماً بعد يوم( فيما لو تعاون المواطنون معه وقدّموا بعض التضحيات)، وأنّه سيُسلّم البلد لخلَفه ( ربما عينه على صهره الوزير جبران باسيل ) أفضل ممّا تسلّمه، وما زالت حاشيته من النواب يُمنّنون المواطنين الصابرين الغافلين بأفضال الرئيس القوي، الذي لولا وجوده اليوم في قصر بعبدا لكانت أحوال الناس أسوأ مما هي عليه اليوم، وكأنّ بعد السّوء الذي نحن فيه سوءاً آخر نجهله ولا عهد لنا به.
رحم الله تعالى من قال: الخرَسُ خيرٌ من الخلابة( الخلابة تزيينُ الكلام وتنميقُه)، ألا اخرسوا رحمةً بالبلاد والعباد.