يتوقع العلماء في بريطانيا أن "تكون الموجة الثانية لانتشار وباء كورونا في فصل الشتاء المقبل أسوأ بكثير من الموجة الأولى، نظراً لاحتمال تراكم المرضى الذين يحتاجون إلى تقييم حالاتهم وعلاجهم، خصوصاً مع تفشي الإنفلونزا الموسمية السنوية"، مشيرين إلى أن "المملكة المتحدة قد تشهد 120 ألف حالة وفاة جديدة بفيروس كورونا في موجة ثانية من انتشار المرض الشتاء القادم".
وعندما طلب منهم أن يضعوا نموذجاً للسيناريو الأسوأ "المعقول"، تحدث العلماء عن نطاق يتراوح بين 24500 و 251 ألف حالة وفاة لها علاقة بالفيروس في المستشفيات فقط، على أن تصل إلى ذروتها في كانون ثاني وشباط. غير أنّ التقدير الجديد لا يأخذ بالحسبان أي عمليات إغلاق أو علاجات أو لقاحات.
ويوضح التقرير الذي أعده العلماء بطلب من السير باتريك فالانس، كبير المستشارين العلميين في المملكة المتحدة، أنه "لا تزال هناك درجة عالية من عدم اليقين حيال الحالة التي سيكون عليها وباء كورونا في الشتاء". ومع هذا، يوضح الخبراء أنّ "الفيروس يمكن أن يعيش لفترة أطول في الظروف الباردة، وأن هناك احتمالاً أكبر في انتشاره عندما يقضي الناس فترات أطول في الأماكن المغلقة".
ويشعر الخبراء بقلق من أن خدمة الصحة الوطنية البريطانية، ستكون تحت ضغط كبير، ليس فقط جراء عودة ظهور فيروس كورونا، ولكن أيضاً بسبب الإنفلونزا الموسمية وتراكم عبء العمل العادي للحالات المرضية التي لا علاقة لها بفيروس كورونا.
ومع هذا، فإنه من المرجح أن يصبح تتبع حالات فيروس كورونا أكثر صعوبة نظراً لأن أعراض "كوفيد-19" مشابهة لأعراض موسم الإنفلونزا الشتوي، وقد تجد الحكومات أيضاً أنه من الصعب وضع إجراءات حظر على السكان الذين أصابهم الإرهاق في الحجر المنزلي بالفعل.
وفي العديد من الأماكن، تعاني أنظمة الرعاية الصحية خلال فصل الشتاء، إذ تميل حالات مثل الربو، والنوبات القلبية، والسكتة الدماغية، إلى التفاقم في درجات الحرارة الباردة، بالإضافة إلى بعض الأمراض المعدية مثل الإنفلونزا والتي تنتشر بسهولة أكبر، مما يعني أن المرافق تواجه حملاً أكبر من المرضى. وهذا العام، يمكن لجائحة فيروس كورونا أن تتسبب بـ"عاصفة شتوية"، ويشير العلماء إلى أن البلدان بحاجة إلى الاستعداد لارتفاع محتمل في الحالات التي قد تكون أكثر خطورة من التفشي الأول.
وفي الطقس البارد، نقضي المزيد من الوقت في الداخل، أي في أماكن سيئة التهوية، وهي بالضبط الظروف التي من المرجح أن تجعل فيروس كورونا المستجد ينتشر بسهولة أكبر.
ويقول الخبراء البريطانيون أنّ "التواجد داخل المنزل أكثر خلال فصل الشتاء يعني أن هناك فرصة أكبر لانتقال الفيروسات من شخص لآخر"، موضحين أنّ "سوء التهوية، بالإضافة إلى المساحات المزدحمة، يزيد من كثافة جزيئات الفيروس المنتشرة في الهواء، كما أن انخفاض الرطوبة ودرجات الحرارة الباردة والظروف الداكنة يمكن أن يعني أن الفيروس يبقى لفترة أطول على الأسطح".
ويشير العلماء إلى أنه "في الطقس البارد أو الرطب أو العاصف، يمتنع الناس عن فتح النوافذ لأنها تدخل تيارات هواء باردة، وبالتالي فإن معدلات التهوية تكون أقل في الشتاء". وهنا، أشار الدكتور بهارات بانخانيا، الأستاذ في جامعة "إكستر" البريطانية، إلى أنه "في الشرق الأوسط، حيث الجو أكثر برودة (في الشتاء)، يفتح الناس نوافذهم ويسمحون بدخول هواء أكثر برودة إلى منازلهم. فإذا كان هذا هو السلوك، فإن فرص الإصابة بالعدوى تنخفض قليلاً".