كان من المفترض أن يكون تعيين مجلس إدارة لمؤسسة كهرباء لبنان، بداية لخطوات إصلاحية جدية وعملية، لطالما طلبتها الدول المانحة وصندوق النقد الدولي، وطال إنتظارها من قبل اللبنانيين المكتوين بظلام التقنين المتمادي منذ أكثر من عشر سنوات.
لماذا الإصرار على سياسة التشاطر
لماذا الإصرار على سياسة التشاطرأحمد مطر
NewLebanon
لبنان اليوم تابع لمحور هذا الكلام لديبلوماسي أميركي ويعتبر ان لبنان يتأثر حكماً بمسار تطور العلاقة الاميركية الايرانية، وهو سيكون مع ايران وسوريا تحت المجهر لفرض عقوبات عليه بناء على قانون قيصر، جازماً ان أي تغيير في التوجه الأميركي غير وارد في الفترة الحالية، إعتقاداً من الادارة الاميركية ان مساعدة الحكومة اللبنانية تعني ضمناً مساعدة ممنوعة لحزب الله، وطالما أن الأخير مسيطر على البلد فستستمر أميركا بإحكام الطوق اقتصادياً على لبنان. ولا يعتبر الديبلوماسي الاميركي ان لبنان يحتل صدارة الاهتمام في الوقت الراهن . حيث ان البلد بحاجة ماسة للمساعدة والمساعدة مرهونة بتطبيق اصلاحات جذرية .
في هذا السياق أشار رئيس الحكومة حسان دياب في مستهل جلسة مجلس الوزراء في السراي الحكومي الى أن الحكومة التزمت بما جاء ببيانها الوزاري ولدينا جدول كامل بالملفات التي انتهت والملفات الباقية ونحن جاهزون لنشرح بالتفصيل لكل من لديه رغبة بمعرفة الحقيقة.
هذا الكلام لرئيس الحكومة، لكن ما لمسه اللبنانيون على الارض
تقنين للكهرباء، وصل إلى حدّ الصفر تغذية في بعض المناطق، وبين 3 و6 ساعات في العاصمة
استمرار وزير الطاقة والمياه ريمون غجر في إطلاق المواعيد العرقوبية للانفراج في نظام التغذية. وحدث عن الأسعار، وعدم النجاح في إدارة ملف شح الدولار، والاستيراد من المازوت، إلى القمح، إلى اللحوم، وإلى الاعلاف والمستحضرات الطبية وسوى ذلك .
أن تكشف التحركات على الأرض، حجم المعاناة الشعبية. ألم تسمع الحكومة بأولئك الذين انتحروا هرباً من أنين اطفالهم،وصرخات نسائهم .
ثم ماذا عن أموال المودعين في المصارف، والتحويلات إلى الطلاب، والحصول على الأموال لا سيما المودعة بالدولار بالليرة، بهيركات تجاوز الـ50٪ من قيمة الأموال المودعة، التي لا يمكن سحبها بغير الليرة اللبنانية .
ثم ماذا عن المفاوضات مع صندوق النقد الدولي، المتوقفة، وعن الخلافات حول التدقيق المالي، والتعيينات والاصلاحات .واللائحة تطول.
وفي السياق، كتبت وكالة بلومبيرغ الأميركية ان الأزمة الاقتصادية تخرج عن السيطرة، إذ فقدت الليرة اللبنانية أكثر من 60% من قيمتها في السوق السوداء في الشهر الماضي، ما يهدد بجر البلاد إلى دوامة من التضخم المفرط .
إلى متى ستستمر سياسة الحكومة بالتشاطر والخداع، للداخل والخارج، في معالجة الملفات الجدية والمعقدة، وتضييع المزيد من الوقت، والمزيد من فرص الإنقاذ وإستعادة الثقة، في مناورات ساذجة لا ينطلي مفعولها على أحد .
كان من المفترض أن يكون تعيين مجلس إدارة لمؤسسة كهرباء لبنان، بداية لخطوات إصلاحية جدية وعملية، لطالما طلبتها الدول المانحة وصندوق النقد الدولي، وطال إنتظارها من قبل اللبنانيين المكتوين بظلام التقنين المتمادي منذ أكثر من عشر سنوات. ولكن الملابسات التي أحاطت في إختيار الأعضاء الجدد، وكشفت إستمرار ذهنية تقاسم النفوذ والمغانم بين أهل السلطة، أبعدت هذه الخطوة عن أبسط المعايير الإصلاحية، وأعطت نموذجا سيئاً للورشة الإصلاحية التي تعهدت الحكومة بإطلاقها، منذ خمسة أشهر .
اللبنانيون أعتادوا على الألاعيب السياسية الخادعة من قبل هذه المنظومة السياسية الفاسدة، لذلك لم يعد يهمهم لا تعيين مجلس الإدارة، ولا هويات الأعضاء، سواء أكانوا من جنس الملائكة أم من جنس الشياطين، لأن الهم الأساسي لكل لبناني يقتصر على معرفة عدد ساعات التغذية بالتيار، ويترقب عودة الكهرباء على مدار الساعة، وتحقيق الوعود العرقوبية التي أطلقها وزراء الطاقة.
وفي سياق دولي متصل، اعرب وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان عن قلقه العميق من تدهور الأوضاع في لبنان، وقال: أني قلق وحزين، نصف السكان يعيشون تحت خط الفقر، وكان هناك تعهدات من الحكومة لكن هذه الإصلاحات لن تحصل .
وفي سياق سياسي ، تساءلت مصادر سياسية بارزة عن أي بوادر أمل كان يتحدث الرئيس دياب في الجلسة الاخيرة لمجلس الوزراء وأي دخان أسود يتهم خصوم الحكومة او المعارضة ضمنا بنشره بالأجواء؟ وقالت ان كلام دياب يؤكد حكما انه منفصل عن الواقع ويعيش في دنيا الاوهام والتخيلات المرضية التي تزداد عوارضها شدة مع مسار الفشل الانحداري للحكومة والعهد والسلطة كلها .
بقاء الحكومة أو رحيلها سيبقيان الساحة السياسية عرضة للتصعيد المستمر من خلال عدم التوافق على أي اصلاحات أو تعيينات قضائية وسواها كذلك بعد تبنيها الذهاب إلى دول الشرق، وكل ذلك سيُبقي التصعيد السياسي والخلافات مستمرة لا بل أن كل المعطيات تؤشر إلى أن الأمور لن تستقيم في ظل ما يجري داخلياً واقليمياً وتحديداً في العراق وسوريا، وكل ذلك له انعكاساته السلبية على الداخلي اللبناني أكان سياسياً أو اقتصادياً أو مالياً وصولاً إلى صعوبة أن يحظى البلد بأي دعم من الدول المانحة في هذه المرحلة بالتحديد .
مصدر:
لبنان الجديد
|
عدد القراء:
658
عناوين أخرى للكاتب
مقالات ذات صلة
ارسل تعليقك على هذا المقال
إن المقال يعبر عن رأي كاتبه وليس بـالضرورة سياسة الموقع
© 2018 All Rights Reserved |
Powered & Designed By Asmar Pro