على حدّ علمنا أنّ في بلدنا لبنان قوانين جزائية لمُحاسبة ومعاقبة كلّ من يُهدّد السلم الأهلي ويُحرّض على بثّ الفِتن الطائفية والمذهبية، وأنّ النّيابات العامة تدخّلت أكثر من مرّة لاستدعاء ومحاسبة من تجرّأ من المواطنين وكتب منشوراً أو مقالاً أو تغريدةً على وسائل التواصل الاجتماعي، فيها شُبهة تطاول على مقام أحد الرؤساء أو المسؤلين أو قادة الأحزاب، لينال جزاءه بالاعتقال والتعذيب والإهانة والحبس، وأضعفها التّعهّد بعدم التّعرض لرموز النظام السياسي والسلطة الفاسدة.
لكن أن يبقى المدعو جوزيف أبو فاضل( مُدّعي مهنة الصحافة) حُرّاً طليقاً على شاشات التلفزة والاعلام ينثر سمومه الطائفية والمذهبية ويتطاول على سائر خلق الله بحُجّة الدفاع عن حقوق المسيحيين" المهدورة"، والذين هدروها في عُرف أبو فاضل هم " المسلمون" الأشرار، وحيث أنّ أبي فاضل يستقوي هذه الأيام بسلاح المقاومة التي يُنافح عنها ويدافع عن سياساتها، ولا يفطن أو يتذكّر أنّها كانت منذ نشأتها " مقاومة إسلامية"، قبل أن تدخل في تحالفٍ وثيق مع زعيمه وربيب نعمته فخامة رئيس الجمهورية، لذا لا يتوانى عن رفع عقيرته بالصراخ في برنامج مارسال غانم الأخير مُطالباً بمعمل كهربائي في سلعاتا، لئلاّ يُضام المسيحيون " كهربائيّاً" في هذا البلد المنكوب من وراء كهرباء رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل، ولا يكتفي بمهاجمة اتفاق الطائف ورُعاته، الإتفاق الذي " دمّر" المسيحيين في منطق أبي فاضل، بل حاول النّيل من كرامة البطريرك الراحل مار نصرالله صفير، الذي كان "يُصفّق" للمسلمين الذين فرحوا باتفاق الطائف.
إقرأ أيضا : القضاء ليس مزاح يا حضرة القاضي، والشهادة ليست تغريدة فارغة
مضى يومان حتى الآن على بثّ حلقة "صار الوقت"، ولم نسمع عن قاضٍ غيور على لبنان ووحدة أهله الوطنية والإنسانية، وكرامة المسيحيين قبل المسلمين في هذا البلد، فيستدعي هذا المعتوه الطائفي المُتعصّب لسؤاله ومحاسبته عن ما يبُثّه من بذور الفتن الطائفية والمذهبية والأحقاد، وكلمة عابرة للإعلامي مارسال غانم الذي دافع عن حقّ أبي فاضل في التعبير عن رأيه، ننصحُه بتغيير إسم برنامجه من صار "الوقت" إلى ما ابتدعته قناة الجزيرة القطرية من عناوين للبرامج الحوارية فيختار إحداها: الإتجاه المعاكس، أو الرأي والرأي الآخر، بدل الضحك على عقول الناس وتشويه الحقائق.