"اختفى" اللحم عن مائدة اللبنانيين والمقيمين في لبنان. من بقي يتذوقه يفعل بكميات قليلة لـ"تنكيه" الطبخة، فيما أغلقت نحو 60 في المئة من الملاحم أبوابها، أما من ظل منها صامداً فتتشارك كل مجموعة منها بيع ذبيحة واحدة، وعلى مدى أيام. اللحوم الموجودة في السوق اليوم مصدرها مخزون تجار المواشي الذي لن يكفي أكثر من شهر ونصف شهر. بعدها، قد يصل كيلو لحم البقر إلى 100 ألف ليرة!
باتت الظروف المعيشية الصعبة تفرض على اللبنانيين والمقيمين اعتماد نظم غذائية جديدة تتضمّن قدراً أكبر من الخضار والحبوب وقليلاً من اللحوم، وهو ما يمكن أن تكون له انعكاسات خطيرة على المدى الطويل. إذ تلفت الاختصاصية في التغذية وإدارة الصحة رنا أبو مراد إلى أن اللحوم هي مصدر أساس للبروتين واليود والزنك وفيتامين "ب 9" و"ب 12"، وعدم تناولها لأشهر يمكن أن يؤدي إلى عوارض إرهاق وإسهال وفقدان حاسة الذوق والشم وأضرار في الجهاز العصبي، إضافة إلى انخفاض في ضغط الدم وفقر في الدم ما يؤثر في مناعة الجسم، وخسارة البروتين وكتلة العضل من الجسم واحتباس الماء. أما بدائل اللحم التي يُنصح بها فعديدة، ومنها "العدس والقمح الكامل والبيض والخضار ذات الأوراق الخضراء الداكنة مثل الروكا والبقلة وضلوع السلق والهندبة والسبانخ، مع ضرورة إضافة الحامض إليها ليتمكّن الجسم من امتصاص الحديد منها.