وزير الاقتصاد يرفع سعر ربطة الخبز دون الرجوع الى مجلس الوزراء، فيرد عليه وزير آخر على التواصل الاجتماعي، وزيرة العدل تحيل قاضيا على التفتيش فيستقيل، وزير الخارجية يستقبل السفيرة الاميركية معتذرا ووزيرة أخرى تتجول للاستطلاع عن أحوال الناس وتسجل ملاحظات في إطار إعلامي ليس إلا.
هذا هو المشهد الحكومي منذ أيام والذي يمكن وصفه بكلمتين "حكومة ضايعة" حكومة ضايعة بكل معنى الكلمة ضيّعت البلد أكثر فأكثر وبات واضحا مدى التخبط السياسي ومدى التخبط في معالجة الأزمات منذ بداية المفاوضات مع صندوق النقد الدولي حتى اليوم.
إقرأ أيضا : الدعوى ضد العلامة الأمين استغلال القضاء للإبتزاز السياسي
تتزايد الأزمات يوما بعد وباتت لا حدّ لها ولا عدّ لها، وتهدد بالمزيد من التداعيات المعيشية والاجتماعية الأسوأ في تاريخ لبنان فيما تقف هذه الحكومة عاجزة عن أي إجراءات ويقف معها أولوا الأمر من مسؤولين وأحزاب عند حدود المتفرجين لا حول ولا قوة لأحد سوى المزيد من التصريحات والعنتريات والمواقف حول "المؤامرة" التي اوصلتنا إلى ما نحن فيه.
المؤامرة هذه مسؤولة عن الفساد المستشري في مؤسسات الدولة، والمؤامرة هذه مسؤولة أيضا عن سرقة أموال الدولة ونهب المال العام، والمؤامرة هذه مسؤولة أيضا عن الانهيار وسعر الدولار ، وعن التسويات التي قامت على حساب المصلحة الوطنية وعلى حساب المؤسسات، هذه التسويات التي عطلت البلد والمؤسسات لحسابات ومصالح واهداف لم تتصل في يوم من الايام بالمصلحة العامة ولا بمصالح اللبنانيين.
أننا امام المزيد من مشاهد الخراب على كل الاصعدة وقد وقع البلد في المحظور الامني والاقتصادي والسياسي والمعيشي وما زالت هذه الحكومة أمام الصورة التذكارية التي كانت نذير شؤم في حياة اللبنانيين.
الحكومة العاجزة أمام كل هذه الفضائح والانهيارات لا يمكنها الاستمرار، والعهد العاجز الذي فشل في معالجة الأزمات وما زال يفشل لا يمكنه الاستمرار أمام المزيد من الفشل.
إن يكون العهد على مستوى هذا التحدي فإنه لا يليق به الاستمرار، وإن لم تكون حكومة التحدي على مستوى التحدي الموجود اليوم فإنها حكومة استمرار الأزمة كأي حكومة صنيعة الأحزاب وخياراتها الضيقة وغير المحسوبة.
إن اللبنانيين اليوم امام أبشع مشاهد الانهيار وابشع مشاهد الاعتداء على قوتهم وحاضرهم مستقبلهم، وأمام هذا العجز الفاضح للدولة ومؤسساتها ولهذا العهد وأصحابه وأدواته فإن المقتضى هو التغيير الجذري الذي يستعيد الدولة من أيدي اللصوص ومن أيدي مستعمري الداخل قبل الخارج لمحاولة النهوض من جديد ووضع خطط المعالجة للازمات الممتدة منذ عشرات السنين.