خبرٌ عاجلٌ، ونقلٌ مباشرٌ، في تمام الساعة الرابعة وعشر دقائق بالتوقيت المحلي للوطن، وأثناء إلقاء الخطاب المنقذ للوطن والشعب، والخطة الإنقاذية التي ستنقذكم من بؤر الفساد والسرقة، ومن مقابركم وجوعكم وبطالتكم، وفي إثناء الكلمة عطس الرئيس عطسة، حفظه الله وأدام رذاذه ذخراً وشرفاً وكرامةً ومزيداً لهذا البلد والشعب، والذي يزيد في سجل تاريخه مأثرةً عظيمة، وإنجازات كبيرة لا يمكننا في هذه العجالة أن نناقشها لضيق الوقت، لأنه سيخرج علينا وعليكم وزير الإعلام ليزفَّ إلى الجماهير خبر ونبأ العطسة، ليخبرنا عن إفرازاتها وكيفية الإستفادة منها،على البلد والمنطقة والأقاليم السبعة، لأنَّ عطسته رحمها الله هي ليست حدثاً عرضياً عابراً، بل هي تندرج تحت الخطة الإنقاذية في البحر النفطي، والأرض التنموية.
وفي هذه الأثناء دعت المركزية الإفتائية الطوائفية بكل مؤسساتها ورموزها الدينية والقضائية، وبكل طوابيرها ومفتيها ومدرسيها وموظفيها، للحديث حول العطسة التاريخية، وهل يجب الدعاء للرئيس العاطس والأنف المعطس ووجوب "التسمية" المنقولة في التراث الروائي، وهي قول السامع للعاطس "يرحمكم الله" أم يُستحب تسميته، إلاَّ أنَّ فقه "النوازل" أي المصالح والمفاسد، فإنَّ المفتي الأعظم والفقيه الخرِّيت هو الذي يُشخِّص الوجوب والاستحباب.
إقرأ ايضا : أميركا الكبرى تُحيِّر العالم
وعلى هذا صدر البيان المجمع عليه من قبل فقهاء السلطة الإفتائية بوجوب التسمية، لأنَّ عطسة الرئيس تقع بين يدي الله تبارك وتعالى وملائكته وكتبه ورسله، وفي ميزان الحسنات يوم الحشر الأكبر. لأنَّ النبي (ص) يُحب العاطس، ويكره التثاؤب، وفي الموروث الديني، العطسة تزيد في عمر العاطس ثلاثة أيام، على اختلاف الأخبار من يوم إلى ثلاثة، فكيف بكم أيتها الجماهير الغفيرة بعطسة رئيسكم ومنقذكم من آلامكم وأوجاعكم، والساهر على كرامتكم ولقمة عيشكم، فدعاؤكم له وتسميتكم له، أن يرحمه الله وينقص من أعماركم ويزيد في عمره، وذريته التي خرجت من صلبه المبارك، وللأحفاد وأولاد الأولاد، إلى أن تنقضي دنياكم، ستؤمِّن لكم تلك العطسة الشفاء بدلاً من شراء الدواء، والقضاء على كل الأمراض السرطانية والكورونية، ومن رذاذات عطسته المباركة ستأتي الكهرباء دون انقطاع، وشوراعكم نظيفة من كل حشرات الأرض وهوامها، وانتهاء عصر البطالة وتأمين فرص العمل والعيش.
وفور انتهاء البيان الإفتائي، خرجت تلك الجماهير إلى الشوراع والرساتيق، وتوقفت كل المؤسسات التشريعية والتنفيذية، وتعطَّلت الحركة الإقتصادية والمعامل الإنتاجية والزراعية، وهي تحمل بين يديها اللافتات المكتوبة بكل الأوردة والصلوات والأدعية، ليكون ذخراً للشعب ولكل جيل صاعد.
ومن ثم انعقدت الجلسات لكل الجمعيات والأحزاب والمؤسسات الخاصة، وأخذ كل رئيس جمعية وحزب ومؤسسة بالإتصال بالرئيس لتهنئته بالعطسة التاريخية التي ستغيِّر وجه البلد والوطن، وما إن انتشر خبر عطسة الرئيس حتى بادرت بالإتصال هاتفياً، معظم الدول العربية والإسلامية بحكامها وملوكها بالرئيس العاطس، قائلين له: يرحمكم الله.
وأخيراً بادرت اللجان النيابية بتوزيع البيان الإنقاضي للعطسة، واستحداث لجنة خاصة، اسمها " لجنة العطسة" للبحث في كل معامل ومختبرات الدولة للتأمل في رذاذ العطسة وتحليلها من أجل إنقاذ الشعب من الجوع والمرض وإنقاذ البلد من الإفلاس وإعادة المال المنهوب إلى حضن الوطن والشعب، فليرحمه الله وليرحمنا ويرحمكم، فتزوَّدوا وأكثروا من العطس، لأنَّ العطس يطيل في أعماركم. عشتم وعاش الوطن العاطس، وأنف الرئيس المعطس، والشعب المدعوس والمرفوس والمعطوس .