أشار السفير السوري في لبنان علي عبد الكريم علي في تصريح تلفزيوني، إلى أن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أشار بوضوح إلى ضرورة الإنفتاح مع سوريا للوصول إلى العراق والخليج والشرق عموما، وكذلك رئيس مجلس النواب نبيه بري، بالإضافة إلى موقف رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، ولم يصدر قرار حكومي مباشر من الدولة والحكومة اللبنانية، وحجم التهديد الذي يمكن أن يحدث ويفقد لبنان السيطرة على الأمور تفرض إستثمار الوقت، وعدم الإنفتاح على سوريا ليس من مصلحة سوريا ولا من مصلحة لبنان".
وأوضح في حديث تلفزيوني أن الإنتصار الذي حققته سوريا وحلفائها لن يسمحوا للمهزوم بتحقيق أهدافه، وخصوصا بعد الدماء والخسائر الهائلة التي نتجت عن العدوان، ولن تسمح سوريا وحلفائها إرضاء الأميركي وتحقيق ما فشل فيه على الأرض بالحصار والتجويع المباشر والمقصود والشرس، وأعتقد أننا يمكننا تحويل قانون قيصر إلى فرصة لتعاطي مع ضبط سعر الصرف والأسعار واستثمار الزراعة والصناعات الداخلية، وهناك مقدمات شرقية تتوسع أكثر، وكانت هناك مواقف جريئة للخروج من دائرة الحساب المبالغ فيه للحسابات الأميركية التي لم يتم مراعاة مصالح لبنان ولا سوريا، والأمل يجب أن يكبر بمواقف القوى الحية، وإذا حدث الإنهيار لا يبقى رابح في لبنان".
وأوضح السفير السوري أن "سوريا ليست وحيدة، وهي تقدر العلاقة الأخوية مع لبنان وما يصيب لبنان يعني سوريا ولا تتعامل سوريا بردود الأفعال، وأي معالجة لأي أمر يجب التخطيط بشكل مشترك لأن المصير واحد بين سوريا ولبنان، وأرى إمكانية للخروج من هذا النفق الذي وضعت الحكومات المتعاقبة فيه، وإمكانية الإفادة على إقتصاد وزراعة لبنان كبيرة"، معتبرا أن الإستفسار عن سبب عدم زيارة مسؤولين رسميين لبنانيين لسوريا يجب أن يوجه للجهات اللبنانية وليس السورية.
وأعلن أن "موقف سوريا معلن وواضح في التأكيد على السيادة الإستمرار بمكافحة الإرهاب والتنسيق مع روسيا وإيران والمقاومة، وفكر الرئيس الأسد بالتوجه شرقا منذ زمن، ولا تنتظر سوريا الإنتصار الحاسم والنهائي لتبدأ بالإصلاحات، فضبط الأسعار والليرة السورية عمل الوزارات قائم، وأرى أن الظرف ضاغط على لبنان وهناك إستحقاقات إن لم يستثمر فيها الوقت الآن ستكون أكثر قسوة على لبنان، والعدو الإسرائيلي يحاول إستثمار أي نقطة ضعف، وأعتقد أن التكامل مع سوريا تفرضه حتمية الخروج من التهديدات على سوريا ولبنان، استثمار الوقت هو أمر ملح وسيسلك طريقه لأن سوريا بدأت بالتعامل مع الشرق وما عبرت عنه روسيا والصين تجاه العالم هي شواهد يمكن البناء عليها".
وأكد السفير السوري في لبنان أن "سوريا والصين وإيران والمقاومة لن يسمحوا بإجهاض الإنتصار في سوريا، وهناك تذمر أوروبي كبير من أميركا من قبل الأوروبيين وهناك قلق خليجي من التخبط بالسياسة الأميركية التي فيها ابتزاز علني ونحن قادمون على عالم جديد، وسوريا تقرأ الخارطة ككل وحلفاء سوريا لا يسمحون أن يكون الإنتصار السوري بانتصار "قيصر"، وأنا أرى أن النصر حتمي وليس احتمالا، وحتى الدول التي هي ليست في المحور، وهناك دول حليفة لأميركا تعيد النظر بعلاقتها مع الولايات المتحدة، وأن الخطر الأميركي يهدد أوروبا وبعض الدول اللاتينية".