أعلنت إدارة مستشفى رفيق الحريري الجامعي في بيان عن وفاة أول رضيعة مريضة بالكورونا كانت تعاني من تشوه خلقي في القلب.
وكانت الرضيعة قد نقلت إلى مستشفى الحريري بعد ولادتها ب 25 يوما وتم تشخيص حالتها من داخل المستشفى، حيث تبين أنها مصابة بالكورونا وأنها تعاني من تشوه خلقي بالقلب، وكانت تتلقى الأوكسيجين على مدار الساعة لمساعدتها على التنفس. وقد باشر الفريق الطبي بداية بمعالجتها بالأدوية ولكن وضعها حتم اللجوء الى إجراء عملية جراحية للقلب.
وشهد المستشفى أول تعاون بينه وبين مستشفى الرسول الأعظم، حيث قدم فريق طبي متخصص بعمليات القلب المفتوح من مستشفى الرسول الاعظم إلى مستشفى رفيق الحريري الجامعي لاجراء عملية القلب للرضيعة في غرفة العمليات في طوارئ الكورونا تحت إجراءات احترازية مشددة لتفادي انتقال الفيروس إلى الطاقم الطبي والتمريضي.
وكانت الطفلة تعاني من إلتهابات حادة بالرغم من صعوبة العملية التي خضعت لها بالإضافة إلى تأثير فيروس كورونا على الرئتين مما أدى إلى إضعاف جهاز المناعة لديها .
في هذا الإطار، نقلت صحيفة "النهار" عن الاختصاصي في أمراض قلب الأطفال والتشوهات الخلقية في مركز بيروت للقلب الدكتور ناصر عودة، قوله: "فعلنا المستحيل لإنقاذها، أكثر من 20 يوماً ونحن نحاول جاهدين مساعدتها وتقديم الرعاية الطبية، كنا نأمل خيراً، أقله تعافيها من الفيروس، لكن المستغرب أن العدوى كانت شديدة ومتربصة بجسدها الصغير الذي يعاني أيضاً من مشاكل قلبية خلقية معقدة. 3 أسابيع مرّت على إصابتها بالفيروس، إلا أن نتجية فحص pcr بقيت إيجابية، وبرغم من الأدوية التي كانت تتلقاها الرضيعة لفتح الشرايين، إلا أن حالتها ساءت، وكان لا بدّ من اتخاذ قرار الجراحة لإنقاذ حياتها".
وأوضح عودة أنّ حالة الرضيعة كانت حرجة بسبب معاناتها من مشاكل خلقية إلى جانب إصابتها بالفيروس، واصفاً حالتها بالنادرة جداً. وعن العملية، كشف الطبيب أنّها دامت لـ8 ساعات، قائلاً: "كانت الجراحة تجري بشكل جيد، ولكن في آخر الجراحة تعب قلبها جداً ولم يعد يتحمّل، ولقد تمّ وضعها على جهاز للقلب إلا أنها فارقت الحياة صباحاً".
وقال عودة: "لقد حزنت جداً وأشعر بإنزعاج كبير، لكن أعرف جيداً أنني قمت بكل ما يلزم، وفعلنا المستحيل لإنقاذها".
يُذكر أنّ الرضيعة أصيبت بكورونا نتيجة إصابة أفراد عائلتها في برجا بالفيروس، وليس عن طريق الحمل أو الولادة.