في زمن هذه المحنة التي تعانيها البلاد هذه الأيام، والتي أصابت اللبنانيين جميعاً، ولم تُوفّر صغيراً ولا كبيراً، غنيّاً ولا فقيراً، لم يجد القيّمون على هذا العهد علاجاً ناجحاً سوى رفع منسوب القمع والحجر، على عقول اللبنانيين وتقييد حُرّياتهم وطموحاتهم، ونهب خيراتهم وأموالهم، حتى بات رئيس الجمهورية ساعياً وراء هيبةٍ وكرامةٍ لا تُستحقّان إلاّ بالحزم والعزم على معالجة الأزمات الاقتصادية والمالية والسياسية والمعيشية والحياتية التي يمُرُّ بها البلد، حتى صحّ فيه القول: "أنّه أبحثُ الناس عن صغيرة وأتركَهُ لكبيرة".
إقرأ أيضا : السيد نصرالله..العقوبات أمامكم وسلاح المقاومة وراءكم
ولعلّ أكثر المصاب الذي ابتُليَ به هذا العهد، حتى عمّت البلوى أرجاء البلاد جاء من قِبل الأقربين والمستشارين الذين عاثوا فساداً قبل غيرهم من المسؤولين. هؤلاء الذين اختاروا عن عمدٍ وتصميم إقصاء الطائفة السّنيّة عن دائرة الحكم أثناء تأليف حكومة دياب الحالية، فأوقعت البلاد فيما هي فيه اليوم من ضيقٍ وتخبُّطٍ وانهيار، حتى تنادى من رذلتهم انتفاضة السابع عشر من تشرين الأول عام ٢٠١٩، وطالبت باستبعادهم ومحاسبة من ساهم في ورشة الفساد ونهب المال العام والاثراء غير المشروع وصرف النفوذ وتكديس الثروات والفساد على مختلف الأصعدة، تنادوا للإجتماع في قصر بعبدا في الخامس والعشرين من الشهر الجاري، وقد بلغوا من العمر عِتيّا، وخارت قُواهم وباتو يستقوون بالأجهزة الأمنية والعسكرية، وإذ بهم يتفاجئون بغياب المُكوّن السّني عن الاجتماع المُزمع عقده لتغطية الخيبات والإنتكاسات والإنهيارات التي راكمتها حكومة الرئيس دياب خلال فترةٍ قياسية، هذا إذا لم تكذب الظنون، ويحضر الرئيس سعد الحريري وصحبه ( وذلك حرصاً على مُسايرة الرئيس بري)، عندها تكون الحاجة باتت أكثر من مُلحّة ليتقدّم من هو مؤهلٌّ أكثر من غيره لاستلام راية هذه الطائفة المنكوبة منذ العام ٢٠٠٥، باستشهاد الرئيس رفيق الحريري وولاية ابنه الرئيس سعد الحريري.
قال الشاعر:
وعاجزُ الرّأي مِضياعٌ لفُرصته
حتى إذا فاتَ أمرٌ عاتبَ القدَرا .