وقد ظل الموقعان محظورين على الوكالة الدولية للطاقة الذرية على الرغم من وجود أدلة على استخدامهما في عمليات نووية غير مشروعة في العام الماضي. واحتوى موقع واحد على الأقل من هذه المواقع على نشاط سري للتجارب شديدة الانفجار يمكن استخدامها لتطوير المعرفة النووية لطهران.
وتم تقديم القرار من قبل فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة، وكلها لا تزال طرفا في الاتفاق النووي مع طهران. بينما سعت هذه الدول للحفاظ على الاتفاق، فإن استعدادها لتوبيخ إيران علنًا هو علامة جديدة على تصاعد الإحباط من سلوك البلاد.
وبالإضافة إلى منع وصول الوكالة الدولية للطاقة الذرية، كثفت إيران تطويرها للصواريخ المتقدمة وتخصيب اليورانيوم، المكون الرئيسي في السلاح النووي، إلى المستويات المطلوبة لصنع قنبلة.
ويسلط القرار الضوء على ما وصفته هذه الدول بأنه "استمرار نقص التوضيح بشأن أسئلة الوكالة المتعلقة بالمواد النووية غير المعلنة المحتملة والأنشطة النووية ذات الصلة في إيران".
وقد قوبل هذا الإجراء بغضب من قبل المسؤولين الإيرانيين، الذين قالوا إنهم سيستمرون في منع وصول المفتشين حتى يقدم المجتمع الدولي تنازلات أكبر، خاصة تخفيف العقوبات الاقتصادية الشديدة التي شلت اقتصاد البلاد.
"ما زالت تكذب على العالم"
وقال وزير الخارجية مايك بومبيو إن سلوك إيران دليل على أنها ما زالت تكذب على العالم بشأن تطويرها للأسلحة النووية وليس لديها نية للحد من برنامجها النووي.
وقال بومبيو في بيان "إن رفض إيران وصول مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية ورفض التعاون مع تحقيقات الوكالة أمر مثير للقلق ويثير تساؤلات خطيرة بشأن ما تحاول إيران إخفاءه".
في غضون ذلك، أعلن قادة عسكريون إيرانيون يوم الخميس عن تجارب ناجحة لإطلاق صواريخ كروز قصيرة وطويلة المدى، والتي يمكن استخدامها في صراع مع الولايات المتحدة والشركاء المتحالفين في المنطقة. ويتعارض إطلاق هذه الصواريخ مع القيود التي تفرضها الأمم المتحدة على برنامج الصواريخ الإيراني.
اختبار صواريخ
وأجريت الاختبارات في المحيط الهندي وبحر عمان، بحسب تقارير وسائل إعلام إيرانية تسيطر عليها طهران. وتقول طهران إن العملية العسكرية كانت "أكثر تعقيدا" و"أصعب" من التدريبات السابقة.
ويمثل الإطلاق تصعيدًا كبيرًا في المواجهة المستمرة بين طهران والسفن العسكرية الأميركية العاملة في المنطقة. ودأبت المراكب العسكرية الإيرانية على مضايقة السفن الأميركية بشكل روتيني وسعت إلى منع الوصول إلى ممرات الشحن الرئيسية في المياه الدولية. وتعتبر تجربة صواريخ كروز جديدة هو تحذير للولايات المتحدة من أن النظام الإيراني مستعد لمواجهة عسكرية.
ومن المقرر رفع الحظر الذي تفرضه الأمم المتحدة على شراء إيران للأسلحة المتطورة في وقت لاحق من هذا العام. وإذا فشلت الولايات المتحدة في تمديد الحظر، فستكون الدول قادرة على بيع صواريخ لإيران والأسلحة الهجومية الأخرى بشكل قانوني.
وتضغط إدارة الرئيس دونالد ترمب حاليًا على حلفائها في الأمم المتحدة لتمديد هذا الحظر ، على الرغم من أن هذه الجهود من المحتمل أن تعرقلها روسيا والصين، أكبر رعاة طهران.
وإذا انقضى الحظر المفروض على الأسلحة، فمن المرجح أن تضغط الولايات المتحدة من أجل ما يسمى بـ snapback، وإعادة فرض جميع العقوبات الدولية التي تم رفعها كجزء من الاتفاق النووي.
إيران - نووي
وقال محلل إيراني إن تحركات طهران الأخيرة هي خدعة لدرء التدقيق الدولي. وقال بهنام بن طالبلو كبير زملاء مؤسسة الدفاع عن الديموقراطية "يجب أن تتجه كل الأنظار إلى إيران الآن لترى كيف ستستفيد من تهديداتها التي كانت تهدف إلى تخويف ومنع التصويت على هذا القرار الحاسم للوكالة الدولية للطاقة الذرية".
وأضاف بن طالبلو أن دولاً مثل فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة يجب أن تكون أكثر صرامة مع إيران إذا أرادت تغيير سلوكها.
وعلى الرغم من دعمهم الموقف الأخير للوكالة الدولية للطاقة الذرية، فقد عملت هذه الدول أيضًا على منع إعادة فرض عقوبات كبيرة على طهران.