بعض المغنين "عذراً من المطربين" الثوريين من فاسدي اليسار وزبائن الإسلام السياسي ومعهم جوقة معروفة من الملحنين ينشدون يومياً أناشيد النصر في كل وسيلة متاحة لهم أو في وسائلهم الخاصة بعد أن اشتروا لهم مواقع لبث همروجة قديمة جديدة تنعي الأعداء كل ثانية وتدفنهم في عراء الحقيقة التي تساندهم دوماً وتمدهم بقوّة الدفع الرباعي كي يتمكنوا باستمرار من هرس الإمبرياليين والصهاينة ومن لف لفهم من أمّة الطاعة للشيطان الأكبر .
لم يتركوا دولة إلاّ وهدموها حجراً تلو حجر وكانت صيحتهم أكبر من صيحة يوم القيامة فحوّلوا الغرب الى مزبلة للتاريخ وبلعوا الكيان الغاشم والغاصب ببصاقهم اليومي وتم جرفه بسيول من لعابهم وهدموا أركان العرب المتأسلمين والمستسلمين وأعادوا للعرب ديارهم وللمسلمين مجدهم الضائع وللأحرار حريتهم المسلوبة فانتصروا بخالد وصلاح الدين وعبد الناصر وماو وكاستروا وكل مقبور حي في ضمير أموات يبحثون عن حيواتهم في عظام التاريخ الذي فاتهم ولم يستطيعوا اللحاق به لأنهم ولدوا في زمن آخر أكثر دسامة من مرق الشهادة .
جرت العادة أن يدفع المرء ثمن مواقفه لا أن يقبض جرّاء مواقفه وهذا ما جعل السياسة فناً للشُطّار والتُجّار ممن يجيدون اللحن في القول وتجعلهم تجربة اللحن من المطربين والمنشدين دون أن يتقدموا خطوة واحدة من عملية الشهادة التي يتغنون بأهلها من خيارى المناضلين . وهذا ما خالف قواعد العمل السياسي حيث تأسّست الأحزاب على طليعة مضحية في المال والأنفس وهذا ديدن التجربة الحزبية اللبنانية التي كرّست في نماذجها المتعددة عملاً سياسياً نظيفاً غير مأجور وكانت بدايات العمل الحزبي أصفى من الماء ولا يمكن الإشارة بإصبع إدانة الى أي حزب لبناني لأن كل التجارب الحزبية اللبنانية كانت في بداياتها تجارب نظيفة غير ملوثة ومنها من استمر على نظافته فلم يستثمر ولم يقاول ولم يبايع بحثاً عن كعكة في أي حقل من حقول الحنطة .
قالوا أنهم ركّعوا أميركا وأسقطوا محور شرّها وجعلوا العدو مرعوباً خائفاً جاثماً على ركابه يبول على نفسه من الخوف وهو ينتظر ساعات دفنه لا في البحر هذه المرة ولكن في البر إن شاء الله وأن العرب جرب الأمّة قد سُدّت أفواههم فما عادوا بقادرين على شرب النفط ولا على أكل التمر ولا على التزاوج من عاهرات الغرب والإتيان بأولاد الفراش كي يحكمون أمّة الخلافة أو الشهامة بعد أن تُدريهم أجهزة خاصة من ملّة الكفر .
إقرأ ايضا : حكومة مفرد وحكومة مجوز
قالوا وقالوا ونحن لا نصدق ما قال سُفهاء اليسار وتجار الثورات بل نؤمن أيضاً بزوال ائمة الكفر قاطبة مهما دارت ساعة الباطل لأن ساعة الحق لا لُبس فيها وهي آتية لا محال كما أتت من قبل يوم بدر وأحد وسُجد وبئر كلاب وفي أيام كثيرة من أيام الله رُزقنا بفتح من الله .
حتى يكون طرب هولاء المطربين الجُدُد أصيلاً نتمنى عليهم تحقيق نصر واحد على الدولار في لبنان ولن نذكر الدول الأخرى حتى لا نُكبر حجر رجم الشيطان الأميركي وعودة الليرة اللبنانية الى ما كانت عليه ولن نقول الى أقل مما كانت عليه فنحن لا نفشخ أكثر مما تسطيع الأرجل وساعتئذ نعترفوا بأم هزائمهم على صنم أعتى من أصنام مكّة وقريش .